اشتراطات سياحية تثير الغرابة عند زيارة تلك الدول

هل ستكون هناك عقبة جديدة أمام زيارة اليابان؟ في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت وسائل إعلام محلية بأن طوكيو تدرس فرض شرط على المسافرين بضرورة إثبات امتلاكهم لتأمين صحي، إضافة إلى تقديم ما يثبت عدم وجود فواتير طبية غير مدفوعة سابقاً، وذلك قبل السماح لهم بدخول البلاد.
وتعد اليابان، أرض الشمس المشرقة، من أكثر الوجهات شعبية في العالم، وحافظت لفترة طويلة على قواعد سفر ميسرة للسياح، إذ يمكن لغالبية المواطنين الغربيين الحصول على تأشيرة عند الوصول، غير أن تكرار حالات فرار بعض الأجانب من البلاد من دون تسديد فواتيرهم الطبية، دفع السلطات إلى التفكير في تشديد الضوابط.
وعلى رغم أن فرض التأمين الصحي الإجباري سيضيف عبئاً إدارياً على المسافرين، إلا أن اليابان لن تكون استثناء صارخاً على المستوى الدولي، إذ إن هناك دولاً عديدة تفرض شروط دخول أكثر غرابة أو تطرفاً.
صحيفة “تلغراف” استعرضت الدول التي تفرض أغرب شروط التأشيرات السياحية على وجه الأرض.
اختبار كوفيد
لا يزال بعضنا يتذكر أيام السفر في ظل الجائحة، حين كان التنقل يتطلب اختبارات كوفيد مرهقة وجوازات تلقيح، لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن هناك دولة واحدة في العالم لا تزال تطلب من الزوار الخضوع لاختبار كوفيد عند الوصول، إنها تركمانستان، إذ لا يزال أخذ مسحة أنفية إلزامياً للمسافرين الدوليين.
صحيح أن تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، ليست وجهة سياحية تقليدية، وعندما نتحدث عن القواعد الغريبة، فإن اسمها غالباً ما يقترن بالنزعات الاستبدادية الغريبة، مثل قرار الرئيس السابق إعادة تسمية أيام الأسبوع بناء على أهوائه الشخصية، لكن هل يمكن أن يكون هناك قدر من المنطق خلف هذا “الجنون”؟
من المحتمل أن تركمانستان ليست الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بكميات هائلة من اختبارات “بي سي آر” (PCR) الضعيفة الجودة، التي جرى شراؤها خلال ذروة الجائحة ولم تستخدم.
لكن السؤال الأهم، هو كم عدد الدول الأخرى التي وجدت وسيلة للتخلص من هذه الاختبارات من خلال فرضها على الزائرين الدوليين؟ وبسعر مرتفع يبلغ 31 دولاراً للاختبار الواحد.
قد لا تكون السياحة أولوية في عشق أباد، لكن يبدو أن هناك استثماراً ذكياً في مخلفات الجائحة.
التوقيع على تعهد المناخ
لأسباب مفهومة، تميل الدول الجزرية الصغيرة إلى التعامل مع الاستدامة البيئية بجدية بالغة، لكن في عام 2017، اتخذت دولة بالاو، الواقعة في ميكرونيزيا ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، خطوة غير مسبوقة عندما اشترطت على جميع الزوار الدوليين توقيع تعهد بيئي خاص.
هذا التعهد يلزم السائحين بأن “يسيروا بخفة” فوق أراضي بالاو، ويقللوا من بصمتهم الكربونية طوال فترة إقامتهم في البلاد، وكما هي الحال مع كثير من المبادرات المناخية الرمزية، لا يزال النقاش قائماً حول ما إذا كان هذا التعهد يذهب أبعد من مجرد لفتة ذكية.
لكن ما هو مؤكد أنه يترك للزوار تذكاراً فريداً، إذ يرفق التعهد الموقع على إحدى صفحات جواز السفر، ليصبح قطعة حديث شيقة يتفاخر بها المسافرون لاحقاً.
ادفع ضريبة سياحية بقيمة 100 دولار
أصبحت الضرائب السياحية من الاتجاهات الرائجة في أوروبا هذه الأيام، لكن الرسوم المثيرة للجدل التي تفرضها مدن مثل البندقية وأمستردام تبدو متواضعة للغاية مقارنة بما تفرضه مملكة بوتان.
الدولة الجبلية الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا قررت فرض رسم يومي قدره 100 دولار على السياح الدوليين (باستثناء القادمين من الهند المجاورة)، ويدفع هذا المبلغ عند الوصول.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة والثقافة المحلية، لكنها في الوقت نفسه تشكل حاجزاً مكلفاً أمام كثير من المسافرين الراغبين في استكشاف “أرض التنين الرعدي”.
وكما هو متوقع، تعد “رسوم التنمية المستدامة” التي تفرضها بوتان — وهو اسمها الرسمي — أعلى ضريبة سياحية في العالم، وعلى رغم ذلك، يصر رئيس وزراء البلاد تشيرينغ توبغاي، على أن هذه الرسوم الباهظة تحظى بترحيب من المسافرين المغامرين الذين يقصدون المملكة للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة.
وقال توبغاي لشبكة إخبارية أميركية في الربيع الماضي “يشعر معظم السياح بالسعادة لأن بإمكانهم الإسهام، ولو بجزء صغير لكن ذو مغزى، في التنمية المستدامة في بوتان”.
إثبات إذن الوالدين
في عصر السفر الدولي واسع النطاق، أصبحت قضية اختطاف الأطفال من أحد الوالدين مشكلة خطرة، إذ تتعاون الدول حول العالم لمنع الأمهات أو الآباء المنفصلين من تهريب أطفالهم خارج البلاد وإبعادهم من متناول الطرف الآخر.
ولهذا السبب، تطلب كندا من أي مسافر قاصر (دون عمر 18 سنة) يسافر بمفرده أو مع أحد الوالدين فقط، تقديم إثبات خطي بموافقة الوالد الآخر، وهذا الإجراء يهدف إلى منع حالات الاختطاف العائلي ويعد شرطاً أساساً لدخول البلاد.
ومع ذلك، قليل من الدول تتعامل مع هذه المشكلة بقدر من الجدية الاستباقية كما تفعل كندا، التي تنصح أي والد أو والدة يسافر بمفرده مع طفله (أو أطفاله) بحمل رسالة خطية من الطرف الآخر تثبت أن السفر جرى بموافقته.
من الناحية النظرية، يعتبر هذا الإجراء وسيلة ذكية للحد من عمليات اختطاف الأطفال من أحد الوالدين، لكن من الناحية العملية، قد يكون هذا شرطاً غير متوقع قد يربك المسافرين الأبرياء الذين لم يخطر ببالهم أن يحتاجوا إلى مثل هذا النوع من الوثائق.
اترك العلكة (والقيود) في المنزل
كثيراً ما كانت سياسة سنغافورة الصارمة تجاه العلكة جزءاً من الفولكلور السياحي لعقود، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هناك حظراً مشابهاً يشمل أشياء أخرى غير متوقعة، مثل كراكرز عيد الميلاد (المفرقعات الاحتفالية) والأصفاد (نعم، الأصفاد!)، وكلها تعامل بالجدية نفسها من السلطات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذه القوانين، وإن بدت غريبة للبعض، تعكس نهج سنغافورة المتشدد في الحفاظ على النظام العام، حتى لو تطلب الأمر فرض قيود على بعض التفاصيل التي يعتبرها الآخرون عادية أو تافهة.
ومن الإيجابيات المحتملة لصرامة سنغافورة أنها تشجع المسافرين على تفقد حقائبهم – والاطلاع على القوانين – بدقة قبل السفر. وبالنظر إلى القوانين الشديدة للغاية التي تطبقها الدولة في شأن المخدرات، بما في ذلك بعض الأدوية الموصوفة طبياً، فإن توخي الحذر في هذه الحال قد يكون في غاية الأهمية.
في سنغافورة، قد يؤدي حمل أدوية معينة من دون تصريح مناسب إلى مشكلات قانونية جسيمة، مما يجعل من الضروري معرفة ما هو مسموح وممنوع قبل الوصول إلى البلاد.
استئجار مرشد سياحي (باستثناء واحد)
يعلم معظم الناس أن الطريقة الوحيدة لدخول كوريا الشمالية هي التسجيل في واحدة من تلك الجولات السياحية الدعائية الخاضعة لرقابة مشددة، التي أصبحت هوساً لدى نوع معين من السائحين المغامرين، لكن هل كنت تعلم أن هناك استثناء لهذه القاعدة؟
على رغم تبنيها الاشتراكية السلطوية، تحتوي “مملكة العزلة” في الواقع على منطقة اقتصادية خاصة شبه رأسمالية ترحب بالاستثمار الأجنبي، كما أن متطلبات الدخول إليها أخف بكثير بالنسبة إلى الأجانب.
إلا أن الوصول إلى مدينة راسون ليس بالأمر السهل، إذ يتعين أولاً الحصول على تأشيرة دخول إلى الصين والتوجه إلى الحدود الكورية الشمالية، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يبحثون عن متطلبات دخول فريدة من نوعها، فربما تكون هذه واحدة من أكثر الحالات غرابة وتناقضاً في العالم.