خليجي

هل يتحكم الإنسان في مستقبل الأعمال بفضل الذكاء الاصطناعي؟

طرح منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، الذكاء الاصطناعي على طاولة النقاش بقوة، وبعدما سلّط الضوء على مجموعة معلومات عن الروبوت صوفيا، أفاد الحضور أن الغلبة واليد العليا ستظل للإنسان الذي يُمكنه التحكم في زمام الأمور، فالاختراعات ما هي إلا نتيجة طبيعية لكل ابتكاراته.

التغلب على أضرار الذكاء الاصطناعي

مع ازدياد المخاوف بشأن تهديد الذكاء الاصطناعي لمستقبل الوظائف، نفى الرئيس التنفيذي لشركة سامسونغ للهندسة، هونغ نام كونغ، هذا الأمر قائلاً إنه يجد أن العنصر البشري والذكاء الاصطناعي مكملان لبعضهما البعض.

جاء ذلك ضمن مشاركته في إحدى جلسات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار المعنية بمناقشة الذكاء الاصطناعي، التي شارك فيها أيضاً أيمن الفلاج الرئيس التنفيذي لشركة (ثقة)، وقال إن العالم تكيّف الآن مع التكنولوجيا بطريقة جيدة، إذ أصبح قادراً على الصمود أمام التطور التكنولوجي، على الرغم من المخاطر التي قد تواجهه.

كما لفت إلى خطورة الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي بشكل مطلق، موضحاً أن الأمر بحاجة إلى سَن الكثير من القوانين والقواعد التي يمكنها السيطرة على هذه المخاطر.

على الرغم من التطور التكنولوجي الذي شهده العالم، فإن الإنسان استطاع التغلب على المخاطر الخاصة به إلى حد كبير، وقال هونغ إن العالم تبنى التكنولوجيا بشكل جيد حتى الآن، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك ارتباطه الوثيق بالهواتف الذكية، كما استطاع الإنسان أن يطوّر الخوارزميات التي يمكنها تحليل وفهم قطاع الأعمال، وبالتالي فإنه قادر على التحكم في كيفية تطوّر هذه التكنولوجيا، والحد من مخاطرها، الأمر الذي يتطلب نمط تفكير مرناً على مدار الخمس سنوات المقبلة، لتحليل المفاهيم النظرية للذكاء الاصطناعي وتجنب مخاطره، والاستفادة منه في عالم المال والأعمال.

فوائد الذكاء الاصطناعي للقطاع المالي

ازداد الطلب على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خاصة في الآونة الأخيرة مع انتشار أداة تشات جي بي تي، ومن المرجح أن يحصل رواد الأعمال والشركات الناشئة على نصيبهم من نجاح هذه التكنولوجيا، والتي قد تجد التمويل بفضل تطوّرها التقني، ووفقاً لأحدث بيانات ستاتيستا فإن حجم تمويل الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الربع الأول من 2023 بلغ نحو 5.4 مليار دولار.

وقال عبدالله أبوالشيخ، المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة أسترا تك، على هامش منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار لمراسلة «CNN الاقتصادية» بولا نوفل، إن «التمويل يشهد ارتفاعاً كبيراً الآن، لكن الصدارة تكون للشركات الضخمة أمثال أبل وغوغل، لكنني أتوقع أن الشركات الناشئة ستجد فرصتها في السنتين المقبلتين، فالذكاء الاصطناعي أعاد هيكلة طرق التعامل وتطوير الأعمال بشكل عام، وأعتقد أن حجم التمويل سيأخذ من حجم رأس المال الجريء للشركات الناشئة التي لا دخل لها بالذكاء الاصطناعي».

كما أوضح أن أغلب الشركات التي تعتمد على هذه التكنولوجيا في المنطقة العربية من الإمارات، تليها السعودية،

مشيراً إلى أهمية الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمنطقة لسد الفراغ الموجود في عدد من القطاعات، التي فشلت في إيجاد الحلول التكنولوجية له سابقاً، ما يعكس التعطش الكبير لاستخدام هذه التقنية.

ومن المنتظر أن ينعكس تأثير الذكاء الاصطناعي على أداء الشركات المعنية بتقنيات البلوكتشين، والعملات المشفرة، ما يبدد فكرة تسبب هذه التكنولوجيا في أزمة مالية عالمية، وهذا ما شدد عليه نيكولاس كاري، الشريك المؤسس لشركة (بلوكتشين دوت كوم) للخدمات المالية للعملات المشفرة، في إحدى جلسات المنتدى.

بدوره، أضاف هونغ أن قوة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على التنبؤ بالأمور، بينما تكمن القوة البشرية في قدرتها على إصدار الأحكام، وبالتالي فإن الإنسان يمكنه معرفة كيفية تسخير التكنولوجيا التي ابتكرها لصالحه وتذليلها من أجل الصالح العام، أو لدعم قطاع الأعمال وتطويره.

واستشهد بشركة سامسونغ للهندسة مثالاً على ذلك، إذ قال إن القوى العاملة في سامسونغ للهندسة تتبع مسار تنبؤات الذكاء الاصطناعي وتوقعاته بشأن الأعمال المستقبلية، وذلك وفقاً لتحليلهم للمعلومات التي يجمعها الذكاء الاصطناعي.

تحول درامي

قال رجل الأعمال مارسيلو كلاوري، الرئيس التنفيذي لشركة كلاوري والمدير التنفيذي السابق لمجموعة سوفت بنك، إن التغيرات التي قد يُحدثها الذكاء الاصطناعي، سواء في حياة البشر مستقبلاً أو عالم المال والأعمال، قد تصل إلى حد الدراما، وقد يضطر الإنسان إلى إعادة هيكلة حياته لتتوافق مع هذه التكنولوجيا التي تتطور بطريقة مذهلة.

وأضاف أنه لن يكون غريباً إذا كان المستقبل محملاً ببعض الابتكارات غير التقليدية المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل زراعة الرقائق داخل الأدمغة، والتحكم في تصرفات الإنسان.

حول هذا التحوّل، علّق أبوالشيخ «حتى الآن كانت التكنولوجيا خارجية بالنسبة لنا، والأمر مخيف إن فكرنا في الاعتماد على تكنولوجيا ما داخلنا، أو زرع شريحة ما داخل المخ، لكن اليوم أصبحت التكنولوجيا جزءاً من الإنسان مثل الهواتف على سبيل المثال، وأعتقد أن التكنولوجيا قد تختلط بجسم الإنسان بشكل أكبر في السنوات المقبلة، لكننا لا نعرف درجة نجاح هذه التكنولوجيا داخل الإنسان، فالكثير منها ما زال تحت التجربة، لكن قد تتعدد فوائدها خاصة للمرضى».

وأشار إلى الصعوبة التي قد تجدها الجهات الحكومية والمقننون، لتحديد كيفية تعامل هذه الشركات مع الأشخاص في هذا المجال.

كما أوضح كلاوري أن هذا لا يعني أن العنصر البشري في خطر، بل يعني أنه يجب التأقلم مع متطلبات هذه التكنولوجيا، لذلك يجب تبني المهارات اللازمة لتذليل الذكاء الاصطناعي لصالح الأعمال المتطورة، واستشراف المستقبل لرسم الخطط المناسبة والوصول إلى النضج الكافي لتقييم المخاطر الذي يحول دون تغيير درامي يصعب توقعه.

ومع انتشار الذكاء الاصطناعي، خاصة في قطاع الأعمال، فقد يصل الأمر إلى وجود قطاعات وصناعات جديدة بفضل هذه التكنولوجيا، والدليل على ذلك التغير الذي شهده العالم خلال السنوات السابقة.

كان رئيس منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، قد شدد في بداية المنتدى على ضرورة تحقيق التوازن بين فائدة الذكاء الاصطناعي التوليدي وأثر بصمته الكربونية، وهذا ما توفره البيانات التي يعمل عليها للتحول إلى صافي الانبعاثات الكربونية.

واختتم منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار فعالياته يوم الخميس في الرياض، بعدما شهد حضور ستة آلاف شخص من 90 دولة حول العالم، وضم أكثر من 500 متحدث على مدار أيام انعقاده.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى