هكذا بدت مشاعر الفرحة لمن تم إجلاؤهم من السودان إلى جدة
قصص ومواقف تجلت بين دموع فرح الأمهات وابتسامة الأطفال، حين عمليات إجلاء الرعايا من السودان ووصولهم إلى قاعدة الملك فيصل بجدة، بعد العديد من رحلات الإجلاء التي تبنتها حكومة السعودية للعديد من رعايا الدول المتواجدة في السودان.
وأثارت ردة فعل سيدة مسنة لحظة وصولها إلى جدة ضمن عملية إجلاء السعودية من السودان، مشاعر السعوديين الذين يعيشون حالة ترقب لما يحدث في السودان من متغيرات، وأظهر الفيديو بكاء وتأثر السيدة أثناء تبادلها أطراف الحديث مع المجندين والمواطنين الذين استقبلوها أثناء وصولها إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بجدة.
وقالت السيدة: “ما معي أولاد وعندي زوج مريض، وكنت أتمنى أن أذهب إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، ولكن زوجي كان مريضاً، الله يحمي بلدكم ويبارك فيكم”.
فيما تداول نشطاء التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو لمجندات من وزارة الدفاع، يساعدن رعايا الدول الذين وصلوا إلى جدة ضمن عملية الإجلاء من السودان، فظهر أحد منسوبي وزارة الدفاع يحمل مسناً على يديه وينزله من سفينة الإجلاء، بينما استعدت المجندات السعوديات قبل نزول ركاب سفينة الإجلاء لاستقبال القادمين وهن يحملن الورود والهدايا وأعلام السعودية لاستقبال رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم من السودان.
مشاعر الفرحة
شكر وامتنان
بلغة الامتنان والشكر، عبّر السفير الموريتاني بالسودان محمد محفوظ عن شكره وتقديره واحترامه لقيادة السعودية، وقال محفوظ عقب وصوله في الباخرة التجارية “أمانة”، القادمة من ميناء سواكن، ضمن الذين تمّ إجلاؤهم إلى جدة: “اليوم، أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على هذه اللفتة الكريمة، وليست هي الأولى، فكلما كان هناك داعٍ تجد المملكة سبّاقة لفعل الخير وإيواء المحتاجين، فجزاهم الله خيراً”.
ورفع السفير الموريتاني، نيابة عن رئيس الجمهورية الموريتانية، شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، على الجهود التي يبذلونها، منوّهاً بما قدّمته السفارة السعودية بالسودان، وما وجده من حسن استقبال في قاعدة الملك فيصل البحرية بجدة أثناء وصوله.
استقبال بالورود
ابتسامة أمل
وبابتسامة الأمل عبرت إحدى المواطنات القادمات على متن ثالث موكب إجلاء بحري إلى قاعدة الملك فيصل في جدة قادماً من بورتسودان، عن سعادتها بمجرد وصولها للمملكة، وقالت دلينا: “أنا مواطنة سعودية كنتُ شاهد عيان على ما يحدث في السودان من قتل وإطلاق رصاص وضرب ودبابات، وخرجت من الخوف إلى الطمأنينة بمجرد وصولي للمياه الإقليمية السعودية، حيث بلد الآمان، فطوال الرحلة وأنا في حالة خوف ودعاء وابتهال لله بالنجاة”.
يذكر أنه تم وصول ثالث موكب إجلاء بحري إلى قاعدة الملك فيصل في جدة قادما من بورتسودان، بعد رحلة استغرقت قرابة الـ8 ساعات اليوم الأربعاء، واستقبلت قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة، بالورود والحلوى، ركاب أكبر عملية إجلاء حتى الآن من السودان، وسط تحايا وتصفيق من ركاب السفينة “أمانة” للقوات الأمنية السعودية لحظة وصولها إلى الميناء.
السفينة “أمانة”وصلت تحت حماية القوات البحرية السعودية وعلى متنها 1687 شخصا من 58 جنسية، وكان في استقبالها عدد من المسؤولين والسفراء وممثلي بعض البعثات الدبلوماسية.
سفينة الإجلاء أقلت 46 أميركيا، و40 بريطانيا، و11 ألمانيا، و4 فرنسيين، و13 سعوديا، كما أقلت 560 إندونيسيا و239 يمنيا و198 سودانيا و26 تركيا، وهذه هي ثالث رحلة إجلاء تصل إلى السعودية، قادمة من السودان.
ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، العديد من المواقف المشرفة للمجندات السعوديات اللواتي احتضن هؤلاء الأطفال كأمهاتهم، في لفتة إنسانية تكررت في العديد من المواقف التي سعت خلالها المجندات للتخفيف من معاناة الأمهات المتعبات من رحلة الإجلاء، وما يحف بها من مخاطر وخوف على الأطفال من تأثيرات الأوضاع في السودان.
واختارت صحيفة “الغارديان” البريطانية، صورة مجندة من منسوبي وزارة الدفاع السعودية، وهي تحمل طفلاً رضيعاً غلبه النوم لحظة وصوله قاعدة الملك فيصل البحرية بمحافظة جدة، كأفضل الصور ليوم أمس الثلاثاء.
وكانت صورة إحدى مجندات وزارة الدفاع السعودية برتبة “وكيل رقيب”، وهي تحمل طفلاً رضيعاً خلال وصوله مع مجموعة ممن تم إجلاؤهم من السودان إلى السعودية، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ كبير، وتجاوزت الحدود إلى العالمية لتحكي للعالم أجمع قصة “مملكة الإنسانية” وما تقدّمه “السعودية العظمى” من مواقف بطولية مشرّفة في المجالات كافة.
Source link