عالمي

مستثمرون يراهنون على انتعاش وتعافي الطلب على النفط مع بدء موسم القيادة والسفر

رغم تحسن معنويات السوق النفطية وتلقيها دعما قويا نتيجة تنامي الطلب على الوقود، إلا أن أسعار الخام تراجعت بعدما حققت مكاسب على مدى جلستين، وذلك في ظل تعارض الغموض المتعلق بالتوقعات الاقتصادية العالمية.

ويراهن عديد من المستثمرين على مزيد من القرائن على انتعاش وتعافي الطلب مع بدء موسم القيادة والسفر حول العالم وبعد إنهاء قيود الإغلاق كافة في الصين، التي تقود الطلب على النفط الخام والوقود في الأسواق العالمية.

وقال لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن التقلبات السعرية مستمرة في ظل عوامل إيجابية وأخرى سلبية، لافتين إلى تأكيد “سيتي جروب” أنها فوجئت بحجم التراجع في هوامش التكرير الآسيوية، الذي يعزى جزئيا إلى تكثيف مصافي التكرير الجديدة في الشرق الأوسط.

وأشار المحللون إلى ترقب السوق النفطية للخطوة المقبلة من الاحتياطي الفيدرالي وسيعلن آخر تقاريره الرئيسة عن الوظائف الأمريكية والتضخم وإنفاق المستهلكين، وذلك قبل اجتماع السياسة المالية في مايو المقبل للنظر في زيادة جديدة لأسعار الفائدة الأمريكية، كما ستعلن خلال أيام بعض أكبر شركات النفط الكبرى في العالم أرباحها في الربع الأول.

وتوقع سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، استعادة أسعار النفط الخام زخمها مع اقتراب فصل الصيف وتنامي حجوزات السفر، بينما في المقابل تبقى المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي، مبينا أن “كومرتس بنك” الألماني أكد أن أسواق النفط الخام قد تشهد نقصا ملحوظا في المعروض مرة أخرى في مايو المقبل.

وأضاف أن أسعار النفط الخام ما زالت في الوقت نفسه تحت تأثير ضغوط عكسية بسبب المخاوف بشأن الطلب المرتبطة بضعف المشهد الاقتصادي الدولي وسياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة بشأن سعر الفائدة، وهو ما يدعم المخاوف المتزايدة من الركود بسبب توقع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، إضافة إلى خطر أن الطلب الصيني قد لا يرقى إلى مستوى التوقعات في الأشهر المقبلة وهو ما يراه البعض عبئا خطيرا على أسعار النفط.

من جانبه، ذكر روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن الإنتاج من النفط الخام الروسي أثبت مرونة في مواجهة الحظر والعقوبات والسقف السعري، وهناك تقارير تفيد بأن شحنات الخام الروسية لا تزال قوية رغم كل العوامل المضادة من الدول الغربية، وذلك رغم إعلان روسيا أنها ستخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.

وأضاف أن عدم اليقين يحيط بسوق النفط الخام، لافتا إلى تأكيد بنك “ستاندرد تشارتريد” بأن المتداولين قلقون بشأن غموض البيانات الروسية ويخشون من أن إنتاج روسيا قد ينمو، مبينا أن أسواق النفط شهدت فائضا في المعروض خلال الأشهر القليلة الماضية بفعل ضعف الطلب الإجمالي في أعقاب الطقس الأكثر دفئا من المتوقع في أوروبا.

من ناحيته، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن البعض بالغ في تقديراته لوتيرة تعافي الطلب الصيني بعد انتهاء قيود جائحة كورونا، موضحا أن من الصعب أن يكون الطلب في وتيرة صعودية ثابتة خاصة في ظل ظروف السوق النفطية في الوقت الراهن التي تتسم بحساسية شديدة للمتغيرات، سواء في أساسيات السوق أو المخاطر الجيوسياسية.

وأضاف أن التقارير والإحصائيات الدولية تشير إلى أن النقل لا يمثل سوى 54 في المائة من استهلاك الصين من النفط، مقارنة بـ72 في المائة في الولايات المتحدة و68 في المائة في الاتحاد الأوروبي، مرجحا أن تتغير محركات الطلب هذا العام مع ارتفاع حركة السفر، بينما تتباطأ البنية التحتية والتصنيع، لكن من المتوقع زيادة الطلب على النفط 5 – 8 في المائة في حجم الواردات الصافية لكن من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط خاصة، وأن الصين تشتري بخصم كبير على النفط الروسي.

بدورها، ذكرت نايلا هنجستلر، المدير السابق لادارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن الطاقة الاحتياطية الفائضة مركزة بشكل أساس في بعض دول “أوبك”، وهناك حذر في الاستعانة بها حفاظا على القدرة على التدخل في السوق في أوقات الأزمات الكبيرة، مبينة أن فنزويلا واحدة من أكثر الدول اضطرابا في العالم وتتجه الولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات عليها لتعويض بعض النقص في الإمدادات، حيث إن فنزويلا ربما تمتلك بالفعل احتياطيات نفطية ضخمة.

وأضافت أن السوق تعي جيدا أن كل منتجي النفط ليس لديهم احتياطيات نفطية كبيرة، لافتة إلى أن التقديرات الدولية تتباين بشأن احتياطيات النفط الخام الأمريكية لكن وكالة معلومات الطاقة تقدر أن الولايات المتحدة لديها نحو 36 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات القابلة للإنتاج.

وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت دولارا واحدا، أي ما يعادل 1.2 في المائة، إلى 81.73 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 77 سنتا إلى 77.99 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين بما يزيد على 1 في المائة الإثنين.

وبحسب “رويترز”، قال ستيفن برينوك من شركة (بي.في.إم) للسمسرة في النفط “لتعافي الدولار تأثير في المعنويات.. أعتقد أن الإصدارات الكلية المقبلة الخاصة بأسعار المنازل في الولايات المتحدة ومؤشر ثقة المستهلكين تبقي المشترين في حالة قلق أيضا”.

بينما أكد أولي هانسن، محلل السلع الاستراتيجي في ساكسو بنك أن “المستوى العام للرغبة في المخاطرة تراجع بشكل متزايد مرة أخرى اليوم في ظل الخسائر التي شوهدت في معظم أسواق السلع”.

وارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من أمس مدعومة بتفاؤل المستثمرين بأن السفر خلال العطلات في الصين سيعزز الطلب على الوقود، وبتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.

كما ساعدت عمليات خفض الإمدادات الطوعية وغير الطوعية على دعم صعود النفط. وظهرت بعض الإشارات الملموسة على استئناف وشيك لصادرات النفط في شمال العراق بعد توقفها لمدة شهر. ومن المقرر أن يبدأ أعضاء مجموعة “أوبك+” المنتجة للنفط في خفض طوعي في مايو.

لكن المستثمرين لا يزالون قلقين من احتمال أن ترفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أسعار الفائدة لكبح التضخم، وهو ما قد يؤدي لتباطؤ النمو الاقتصادي ويضر بالطلب على الطاقة.

ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” وبنك إنجلترا “المركزي” والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في اجتماعات لجان السياسة النقدية لديهم خلال الأسبوع الأول من مايو.

ومن المقرر أن تصدر بيانات الحكومة الأمريكية حول مخزونات الخام اليوم.

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 82.3 دولار للبرميل الإثنين مقابل 81.86 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات متتالية وأن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.51 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى