عالمي

لماذا آثار مقترح رفع هدف التضخم الأوروبي حفيظة “المركزي الفرنسي”؟

عارض محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيلروي دو جالو، اليوم الأحد، اقتراحاً من بعض خبراء الاقتصاد الفرنسيين برفع المعدل المستهدف من البنك المركزي الأوروبي للتضخم والبالغ حالياً اثنين في المئة.

وقال فيلروي، وهو أيضاً عضو بمجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إن رفع أسعار الفائدة قربها من أعلى مستوى وإنهم سيبقون عليها مرتفعة لمدة طويلة بما يكفي ليظهر أثرها في كل الجوانب الاقتصادية.

وأضاف خلال مؤتمر اقتصادي في مدينة إكس أون بروفانس بجنوب فرنسا، أن الهدف هو خفض التضخم إلى مستوى اثنين في المئة المستهدف بحلول عام 2025.

كان البنك المركزي الأوروبي قرر خلال اجتماعه الأخير حول السياسة النقدية في يونيو (حزيران) الماضي زيادة ثامنة في أسعار الفائدة الرئيسة خلال أقل من عام بمقدار ربع نقطة مئوية، لرفع سعر الفائدة المرجعي على الودائع إلى 3.5 في المئة.

ويدعو كبير خبراء الاقتصاد السابق في صندوق النقد الدولي، أوليفييه بلانشار، منذ فترة طويلة إلى رفع التضخم المستهدف عن اثنين في المئة الذي حددته معظم البنوك المركزية الكبرى ويقول، إن مبرر ذلك هو أن زيادة المرونة التي ستقدمها تلك الخطوة ستفوق الكلفة.

كما دعا الخبير الاقتصادي الفرنسي المخضرم باتريك أرتوس إلى رفع التضخم المستهدف خلال فعاليات المؤتمر، أمس السبت. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، إن بدء خبراء الاقتصاد المناقشات بهذا الأمر يعني “عدم وجود أي أمور يحظر التطرق إليها عن أي زيادة”.

فاتورة الاقتراض

ورداً على ذلك، قال فيلروي إن رفع معدل التضخم المستهدف “فكرة ليست جيدة كما يعتقد” وستؤدي إلى رفع كلفة الاقتراض لا خفضها.

وقال فيلروي في توقع مسبق لأثر تضخم مستهدف أعلى وتبعات الغموض الذي يكتنف المشهد الاقتصادي “إذا أعلنا أن التضخم المستهدف لم يعد اثنين في المئة بل أصبح ثلاثة في المئة، فسيطالب المقرضون على الفور بأسعار فائدة أعلى بما لا يقل عن (إضافة) واحد في المئة”.

وقال محافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي خلال المؤتمر ذاته، إن استهداف اثنين في المئة كمعدل للتضخم يمثل توازناً جيداً لأنه منخفض بما يكفي بحيث لا يضطر الناس إلى أخذ التضخم في الاعتبار في قراراتهم الاقتصادية اليومية، في حين أن الصفر سيكون بالغ الانخفاض بما لا يسمح بحدوث تغييرات نسبية في الأسعار.

وقال “إذا غيرنا ذلك لن نلغي فحسب هذا التعريف بل سنلغي ما يترتب عليه من توقعات”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أعلنت في مؤتمر بالبرتغال قبل أيام، أن “مصرفها سيواصل رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية في يوليو (تموز) لأن من السابق لأوانه إعلان النصر في مكافحة التضخم داخل منطقة اليورو… لم ينته عملنا، وما لم يحصل تغيير كبير في توقعاتنا فسنواصل رفع أسعار الفائدة في يوليو”.

وأضافت، “في المستقبل القريب من غير المرجح أن يتمكن البنك المركزي من الجزم في شأن بلوغ أسعار الفائدة ذروتها”.

انتقادات إيطالية

ولاقت خطوات البنك المركزي الأوروبي في شأن رفع أسعار الفائدة، انتقادات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، إذ قالت في كلمة للبرلمان إنه “من الصواب محاربة التضخم بشكل حاسم، لكن بالنسبة إلى كثير من الناس فإن الوصفة المبسطة لرفع أسعار الفائدة التي يتبعها البنك المركزي الأوروبي لا تبدو هي المسار الصحيح”.

وأضافت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني قائلة، إن البنك المركزي الأوروبي “يتبع نهجاً مفرطاً في التبسيط يمكن أن يضر أكثر مما ينفع”.

وأظهرت التوقعات الأخيرة التي نشرها المركزي الأوروبي خلال يونيو الماضي أن التضخم سيصل إلى 5.4 في المئة عام 2023، وثلاثة في المئة عام 2024 و2.2 في المئة عام 2025.




Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى