عالمي

شح المعروض النفطي والتوقعات بزيادة الطلب الصيني تطغى على مخاوف التباطؤ الاقتصادي

تلقت أسعار النفط دعما قويا على خلفية آمال التحفيز الصينية وتضييق السوق لتعزيز الأسعار إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في منتصف نيسان (أبريل)، ويكبح المكاسب رفع معدل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة مما قد يؤدي إلى إعادة إشعال التقلبات التي كان عديد من المشاركين في السوق يتوقون إليها.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن التحفيز الصيني واجتماع اللجنة الفيدرالية هما الأكثر تأثيرا في سوق النفط الخام، في وقت تغلبت فيه العوامل الصعودية بسبب احتمالية إقرار مزيد من الحوافز من الحكومة الصينية التي من المرجح أن تضمن تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي البالغ 5 في المائة في 2023، لافتين إلى أنه لا تزال الصين تشتري النفط بوتيرة سريعة، بينما يتطلعون إلى زيادة مخزوناتهم.
وأشاروا إلى أن مخاوف شح المعروض النفطي والتوقعات بزيادة الطلب الصيني تطغى على مخاوف التباطؤ الاقتصادي، ما يعزز الاتجاه الصعودي للخام حتى الآن. وأضافوا أنه على الرغم من الانتعاش غير المؤكد ظل الطلب على النفط مرتفعا مع إضافة 950 ألف برميل يوميا إلى المخزونات بزيادة قدرها 28 في المائة من 740 ألف برميل يوميا خلال 2022 بأكمله، وكان للانتعاش غير المتكافئ من الصين هذا العام تأثير طفيف على بعض الاقتصادات، بينما يضعف معنويات السوق بشكل عام أيضا، وتنتظر الأسواق الآن أي إعلانات تفصيلية عن حزمة التحفيز، إضافة إلى تدابير الدعم لقطاع العقارات الذي تم الإعلان عنه بشكل كبير وخاضع للتدقيق.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن أسعار النفط استمرت في التقلب بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع آخر لأسعار الفائدة في حين أفادت وكالة معلومات الطاقة عن سحوبات متواضعة فقط في مخزونات النفط الخام والوقود.
وأشار إلى أن المعنويات الصعودية تتراكم منذ أسابيع في أسواق النفط ويبدو أن معظم المحللين يتوقعون أن تؤدي قيود العرض إلى دفع الأسعار إلى الأعلى، حيث إنتعشت أسعار النفط بعدما أعاد التجار تركيز انتباههم على إشارات شح العرض، متجاهلين رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير لسعر الفائدة.
من جانبه، يقول أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات إن إدارة معلومات الطاقة أعلنت سحوبات متواضعة في مخزونات النفط الخام والوقود، بينما توقع المحللون مزيدا من الانخفاضات الكبيرة، مشيرا إلى أنه بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفعا آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يرجح إلى أنه قد يكون هناك مزيد من الارتفاعات في المستقبل.
وذكر أن التجار بدأوا في التحوط من ضيق العرض، حيث يرجحون أن تمدد “أوبك +” تخفيضات الإنتاج الطوعية إلى ما بعد آب (أغسطس)، إذا لم ترتفع الأسعار بشكل أكبر.
أما مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة أن “أوبك +” قالت إنها لن تزيد الإنتاج إلا عندما تلمس السوق تحسنا قويا في الطلب العالمي خاصة تحسن في البيانات الاقتصادية الصينية.
ورجح أن تنخفض الأسعار حيث من المقرر أن يعلن البنك المركزي الأوروبي أيضا رفع سعر الفائدة وهو ما يشير إلى أنه لا يزال مستعدا للرفع أكثر، حيث يحاول معالجة التضخم في منطقة اليورو.
ويرى، ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية أن توقعات سوق النفط الخام على المدى القصير تتجه إلى ارتفاع الأسعار، حيث تشير تقييمات السوق النفطية إلى طلب مرن وقوي وتضييق العرض بسبب ضوابط إنتاج “أوبك +” وانخفاض عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة ما يعكس نهج الصناعة المتزايد الحذر تجاه نمو الإنتاج.
ولفت إلى حدوث انخفاض طفيف في المخزون بمقدار 700 ألف برميل في الأسبوع الماضي، ما أبقى المخزونات أعلى قليلا من المتوسط الموسمي لخمسة أعوام مشيرا إلى بقاء أسعار النفط قوية نسبيا مدفوعة بضيق العرض والتدابير التي اتخذتها بكين لتعزيز النمو الاقتصادي في الصين.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط، خلال التعاملات، مسجلة أعلى مستوى في أكثر من شهرين مع التركيز على شح العرض، إذ طغت المخاوف من نقص الإمدادات مع تراجع المخزونات في الولايات المتحدة، وخفض الإنتاج من قبل كبار المنتجين وتوقعات زيادة الطلب الصيني على المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، في ختام جلسة أمس الأول، مستفيدة من مخاوف نقص الإمدادات والتفاؤل بشأن النمو الاقتصادي العالمي وتعهد الصين بتحفيز اقتصادها.
وبحلول الساعة 06:23 صباحا بتوقيت غرينتش (09:23 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت – تسليم أيلول (سبتمبر) 2023 بنسبة 0.62 في المائة، ليصل إلى 83.43 دولار للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لسعر خام غرب تكساس الأمريكي -تسليم سبتمبر 2023 بنسبة 0.76 في المائة لتصل إلى 79.38 دولار للبرميل وكان خاما برنت القياسي وغرب تكساس الوسيط قد تراجعا بنهاية جلسة الأربعاء بنسبة 0.9، و1.1 في المائة على التوالي مع انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأقل من المتوقع وصدور قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.
تراجعت أسعار النفط الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأقل من المتوقع ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، تاركا الباب مفتوحا أمام زيادة أخرى.
ونظرا إلى أن تحرك الاحتياطي الفيدرالي كان متوقعا، يتحول تركيز السوق إلى الاجتماع الشهري للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في تحالف “أوبك +” الذي يضم الدول الأعضاء من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وحلفاء من الخارج بقيادة روسيا، الأسبوع المقبل.
وتوقع المحللون من مصرف الكومنولث الأسترالي ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت إلى 85 دولارا للبرميل بحلول الربع الرابع على خلفية التوقعات بأن تخفيضات المعروض من “أوبك +” والطلب المرن سيجبران مخزونات النفط العالمية على الانخفاض.
من جانب آخر.. ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84.82 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 84.64 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.46 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى