زخم متوقع للطلب على وقود الطائرات في الشرق الأوسط خلال الربع الثاني
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام وسط ضغوط هبوطية جديدة بسبب صعود الدولار، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام وفي ظل توقعات برفع جديد لأسعار الفائدة الأمريكية كما تجددت حالة القلق من تعافي الطلب في ضوء بيانات اقتصادية أقل من المتوقع في الولايات المتحدة والصين.
وتقلصت أسعار الخام الأمريكي بأكبر قدر في شهر ليهبط إلى ما دون 80 دولارا بعد أن تعرض لضغوط من ارتفاع الدولار وتراجع الرغبة في المخاطرة، كما أظهر مسح اقتصادي من مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن الاقتصاد الأمريكي توقف في الأسابيع الأخيرة عن النمو مع تباطؤ التوظيف والتضخم وتضييق الوصول إلى الائتمان.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن السوق النفطية تأمل في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف سياسته الخاصة برفع أسعار الفائدة، موضحين أن الآثار المترتبة على الطلب تزعج سوق النفط الخام، خاصة أن الولايات المتحدة سحبت من احتياطيات النفط في البلاد، ولكن لم تتمكن من تهدئة المخاوف.
وأضاف المختصون أنه على الرغم من التراجع المؤقت لا يزال النفط الخام مرتفعا من أدنى مستوى في 15 شهرا بلغه في منتصف مارس بعد الاضطرابات في القطاع المصرفي وهو ما أدى إلى إعلان مفاجئ من قبل “أوبك +” بشأن تخفيضات الإنتاج، إضافة إلى كبح التدفقات العراقية، مشيرين إلى تطلع مجموعة المنتجين إلى دفع المستهلكين على إخراج النفط من المخازن ودعم الأسعار وسط نمو مؤقت في الطلب.
وتزايدت التوقعات أن يزداد استهلاك الوقود في الشرق الأوسط في الأسابيع المقبلة، حيث عززت شركات الطيران طاقتها الاستيعابية قبل عطلة عيد الفطر مع توقع زيادة كبيرة في الطلب الإقليمي على السفر ولكن من المرجح أن تؤدي وفرة العرض إلى الحد من ارتفاع الأسعار.
وفي هذا الإطار، يقول هيوريوكي كينوشيتا، المحلل الياباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف إن الطلب على الوقود انتعش مع تعافي حركة السفر بدءا من عطلة رأس السنة القمرية في آسيا في يناير الماضي، وينتعش حاليا في الشرق الأوسط بسبب عطلة الأعياد، مشيرا إلى أن الزيادة المتوقعة في حركة الركاب جاءت في أعقاب أحدث تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي والذي أظهر أن شركات الطيران في الشرق الأوسط تشهد زيادة 75 في المائة على أساس سنوي في الحركة الجوية الدولية للركاب في فبراير الماضي.
ونقل عن تجار في جنوب شرق آسيا قولهم إن الطلب على وقود الطائرات مستقر نسبيا، لكنه لا يستطيع مواجهة الزيادة في المعروض، بينما قالت مصادر في السوق أن الطلب الإقليمي على وقود الطائرات ثابت نسبيا، إذ تؤكد بيانات صادرة عن “ستاندرد آند بورز جلوبال” أن الزخم في الطلب على وقود الطائرات في الشرق الأوسط من المرجح أن يستمر في الربع الثاني، حيث يستمر قطاع الطيران في العودة إلى طبيعته.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن السوق النفطية ما زالت متوترة وعلى الرغم من تقرير وكالة معلومات الطاقة عن سحب كبير للمخزون بمقدار 4.6 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 14 أبريل الجاري كان التجار يركزون على مخاوف الطلب.
وأضاف أن التجار والمستثمرين يترقبون الخطوة المقبلة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار مرارا وتكرارا إلى أنه لم يتم الانتهاء بعد من قرار رفع أسعار الفائدة الأمريكية، الذي يرى التجار أنه يمثل مواجهة لأي طلب متزايد من الصين، منوها إلى تفوق مخاوف الطلب على مخاوف الإمدادات هذا الأسبوع، التي جاءت معززة بالتوقعات المتزايدة برفع أسعار الفائدة الأمريكية التي رفعت بدورها قيمة الدولار.
ومن ناحيته، يشير أندريه جروسي، مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية إلى أن السوق النفطية تعلق آمالا واسعة على عودة قوية للطلب الصيني والتي من المتوقع أن تكون مهمة بما يكفي لتجاوز الطلب الضعيف من الغرب، وعلى الرغم من أن الصين أبلغت عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي أفضل من المتوقع إلا أن الإنتاج الصناعي واستثمارات الأصول الثابتة لم ترق إلى مستوى البيانات المتفق عليها، وهو ما لم يساعد على تعزيز أسعار النفط.
وأفاد بأن تأكيد بنك “ستاندرد تشارترد” بشأن الطلب العالمي على النفط يرجح أن يسجل أعلى مستوى جديد له على الإطلاق عند 102.24 مليون برميل يوميا في أغسطس المقبل، كما سيحقق أعلى مستوياته على الإطلاق أيضا في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، كما تتوقع جميع الهيئات المعنية بالنفط على الأقل بعض النمو للطلب، ولكنها لا تتفق في تقديراتها لحجم نمو الطلب.
وتتفق ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان انجنيرينج” الدولية مع أن فرض سقف سعري لمبيعات النفط الخام الروسي لم ينل كثيرا من استقرار المعروض النفطي، ولكنه كان بمنزلة فرصة للخام النرويجي والذي أصبح حاليا الخيار الأفضل لمصافي التكرير الأوروبية.
وأضافت أنه في إطار أزمة الطاقة العالمية الراهنة وتخفيض الإمدادات من تحالف “أوبك+” لجأت الإدارة الأمريكية إلى تخفيف العقوبات المفروضة على صناعة النفط الفنزويلية للتقليل من اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي، مشيرة إلى أن العقوبات الأمريكية وصعوبات إدارة صناعة البترول في فنزويلا أدت إلى انخفاض حاد في الإنتاج، حيث لا تنتج الدولة الآن سوى 716 ألف برميل يوميا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية أمس، مع صعود الدولار بدعم من توقعات رفع أسعار الفائدة وبعد بيانات اقتصادية في الآونة الأخيرة من الولايات المتحدة والصين لم تقدم ما يكفي لدعم توقعات بتحسن الطلب.
وبحلول الساعة 03:02 بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتا أو 0.96 في المائة، إلى 82.32 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 69 سنتا أو 0.87 في المائة، إلى 78.47 دولار للبرميل.
وتراجع الخامان لليوم الثاني بعد انخفاضهما 2 في المائة، الأربعاء وبلغا أدنى مستوياتهما منذ إعلان مجموعة “أوبك+” خفضا مفاجئا في الإنتاج في الثاني من أبريل.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في أواندا، في مذكرة للعملاء “عاد خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى أقل من 80 دولارا، وقد يواصل الانخفاض إذا استمر التداول القوي للدولار”.
وصعد مؤشر الدولار بنحو 0.40 في المائة، خلال هذا الأسبوع. ويجعل ارتفاع الدولار النفط المقوم بالعملة الأمريكية أعلى ثمنا لحائزي العملات الأخرى.
وكشف تقرير لمجلس الفيدرالي الأمريكي نشر الأربعاء أن النشاط الاقتصادي الأمريكي لم يطرأ عليه تغير يذكر في الأسابيع الماضية، إذ نما التوظيف على نحو معتدل نسبيا، بينما تباطأت زيادة الأسعار على ما يبدو.
Source link