عالمي

رغم التقلبات ومخاوف الفائدة .. توقعات الطلب المتفائلة الأكثر تأثيرا في السوق النفطية

تلقت أسعار النفط الخام دعما قويا من توقعات الطلب العالمي المتفائلة الصادرة عن كل من “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية التى كانت كافية لمواجهة تأثير تقرير المخزونات الأمريكية الأخير.

ولا تزال العوامل المؤثرة في مسار أسعار النفط الخام تتمثل في الوقت الحالي في المخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرفع أسعار الفائدة بشكل كبير، ويضر بالطلب العالمي على النفط الخام.

ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن الثقة والمعنويات الإيجابية تجددت في السوق النفطية بعد أن رفعت “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية توقعات الطلب الخاصة بهما لهذا العام، متجاهلين في تقريرهما الشهريين تأثيرات أحدث تقرير أسبوعي للمخزونات النفطية الأمريكية الصادرة من إدارة معلومات الطاقة الذي قدر زيادة كبيرة في المخزونات النفطية في الولايات المتحدة.

وسلط المختصون الضوء على تعديل تقرير “أوبك” توقعات المنظمة للطلب على النفط لـ2023 لتصل إلى 2.3 مليون برميل يوميا في وقت سابق من هذا الأسبوع ويمثل ذلك تغييرا قدره 100 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي، موضحين أن من هذا المبلغ مليوني برميل يوميا في نمو الطلب سيأتي من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة إن توقعات الطلب الصعودية كانت السمة الإيجابية الأبرز والأكثر تأثيرا في السوق النفطية، لافتا إلى تقارير دولية تعد أن بناء المخزونات الضخمة كان نتيجة لتعديل البيانات أكثر من التراكم الفعلي للنفط الخام في المخازن.

وأوضح أن التقلبات ستستمر في السوق على الأرجح على المدى القصير حيث لا تزال هناك رياح معاكسة يقودها القلق المستمر بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي وهو الأمر الذي قد يدفع سعر الدولار أمام بقية العملات الرئيسة إلى الأعلى كما قد يقلل من شهية التجار والمستثمرين لشراء النفط الخام.

ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بوير” الدولية للاستشارات أن سوق الخام تأثرت بالبيانات التي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الإجمالية في أمريكا إلى أعلى مستوياتها منذ صيف 2021، بينما عززت وكالة الطاقة توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام مع إعادة فتح الصين لاقتصادها في وقت تضغط فيه العملة الأمريكية على أسعار جميع السلع تقريبا للأسفل ما يحد من قدرة المضاربين على الارتفاع.

وذكر أن مسار الطلب العالمي يتحسن بالفعل، أما بالنسبة إلى العرض فهو ليس كذلك حيث نجد أن الصين تشتري مزيدا من إمدادات النفط الخام فيما يعد التجار أن ذلك إشارة على أن الصين تعيد فتح أبوابها تدريجيا، موضحا أن النفط الخام محاصر بالفعل بين خطر حدوث ركود يصيب اقتصاد العالم واستمرار التفاؤل المحيط بالطلب.

وأوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا أن قطاع النقل يأتي في صدارة الطلب على النفط الخام وهو الأمر المرشح للاستمرار بقوة خاصة في الاقتصادات النامية والناشئة وتحديدا في قارة آسيا.

أما ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية فترى قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا، تعرض لضغوط في الأعوام الأخيرة ما تسبب في إغلاق خطوط أنابيب جديدة لكن أزمة الطاقة الأخيرة والمرتبطة بالحرب في أوكرانيا دفعت كندا للتخطيط لإنشاء “ممرات اقتصادية” لساحل كندا وألاسكا للمساعدة في تصدير النفط الخام والغاز الطبيعي غير الساحلي.

وأضافت أنه على الرغم من هذه التحولات من المتوقع أن تنخفض أرباح صناعة النفط في كندا بنسبة 19 في المائة خلال 2023 حيث يعد انخفاض أسعار الغاز الطبيعي أحد الأسباب الرئيسة وراء التوقعات الأكثر سلبية ومع ذلك وعلى الرغم من التوقعات القاتمة للأرباح لا تزال بيانات دولية تعتقد أن أداء أسهم قطاع الطاقة الكندية ستتفوق على نظرائها الأمريكيين.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة، بينما تجاهلت السوق الزيادة الكبيرة في مخزونات الخام الأمريكية ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتا إلى 85.64 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 34 سنتا إلى 78.93 دولار.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأمريكية قفزت الأسبوع الماضي بمقدار 16.3 مليون برميل إلى 471.4 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ حزيران (يونيو) 2021. وتعزى الزيادة، التي جاءت أكبر من المتوقع، بالأساس إلى تعديل البيانات، وهو ما قال محللون إنه خفف من تأثيرها في أسعار النفط.

كما تلقت الأسعار دعما من توقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على النفط مليوني برميل يوميا في 2023، بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي، إلى مستوى قياسي يبلغ 101.9 مليون برميل يوميا، وأن الصين مصدر 900 ألف برميل يوميا من الزيادة. وقالت الوكالة إن الصين ستشكل ما يقرب من نصف نمو الطلب على النفط في 2023 بعد تخفيفها قيود كوفيد – 19.

من جانب آخر، انخفضت سلة خام أوبك وسجل سعرها 82.95 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 84.37 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات له على التوالي وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.92 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى