خليجينفط

نفط الكويت: 2023 عام التحوُّل بامتياز .. إنجازات متتالية وتطورات جوهرية

كتب – عبدالله المملوك
اعتادت شركة نفط الكويت على الإنجازات حتى باتت مرادفاً لاسمها، حيث إن الشركة تنهي كل سنة بعدد من المشاريع البارزة والتي تسهم في المزيد من تطورها وتقدمها والدفع نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
ورغم ما يعنيه ذلك بالنسبة للشركة من حيث تأكيد وترسيخ اعتيادها على الإنجازات، إلا أنه يمكن القول إن سنة 2023 كانت استثنائية بكل معنى الكلمة، إلى حد أنه يمكن اعتبارها سنة أساسية وتحولية لعقود مقبلة.
إذ إن الشركة شهدت وضع الأسس لمرحلة جديدة من المتوقع أن تكون أفضل بكل المقاييس، وأن تمنح الشركة بشكل خاص والقطاع النفطي بشكل عام، مكانة عالمية، تستطيع من خلالها، ليس فقط مواكبة الحداثة والتطورات التي تشهدها صناعة النفط والغاز، بل تمنحها أفضلية أن تكون سبّاقة في هذا المجال.
فمنذ بداية السنة، توالت التطورات البارزة في عمل الشركة وفي أنشطتها، وانطلق عداد الإنجازات في إضافة الرقم تلو الآخر؛ حتى امتلأت الرزنامة بالتواريخ المهمة، والتي شهدت نجاحات في مختلف المجالات التي تمنحها الشركة أولوية، وليس فقط في عمليات استكشاف وإنتاج النفط والغاز.
في المقال التالي، سنذكر بعض أبرز ما حققته شركة نفط الكويت في 2023، والتي تبشِّر بالكثير لعقود قادمة.

إنجازات بارزة
برعاية وحضور الرئيس التنفيذي للشركة أحمد جابر العيدان، وتحت شعار “إرث من الإنجازات السابقة والفرص المستقبلية”، نظمت مديرية جنوب وشرق الكويت “ملتقى برقان الكبير”.
وأهم ما تضمنه الملتقى هو ما جاء على لسان نائب الرئيس التنفيذي لجنوب وشرق الكويت في حينها عيسى المراغي، الذي أعلن أن حقل برقان الكبير عاد إلى مستويات الإنتاج للفترة التي سبقت جائحة فيروس “كورونا”، وهو إنجاز بارز جداً.
ومن الإنجازات التي حققتها الشركة، تسلم الرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان شهادة أيزو 27001 الخاصة بأفضل المعايير في مجال أمن المعلومات، والتي حصلت عليها مجموعة تكنولوجيا المعلومات المشتركة، وذلك للسنة السابعة على التوالي، وهو ما يشكل دليلاً إضافياً على التزام وكفاءة شركة نفط الكويت بجميع إداراتها، وحرصها الكبير على ضمان الجودة في كافة أعمالها وأنشطتها من أجل حماية أمن المعلومات فيها.
كما تسلم العيدان شهادة تقدير أخرى باسم شركة نفط الكويت في مجال “التأهب من أجل السلامة –Safety Stand Down”، حصلت عليها مجموعة الخدمات المساندة للمشاريع من إدارة السلامة المهنية والصحة التابعة لوزارة العمل الأميركية، وذلك في أعقاب الحملة التوعوية حول السلامة أثناء العمل في الأماكن المرتفعة، والتي نظمتها المجموعة في مناطق العمليات التابعة لمديرية المشاريع الكبرى والخدمات الفنية.

زيادة في الإنتاج
وفي تطور مهم للغاية، احتفلت مجموعة تطوير حقول الغاز بتحقيقها معدل إنتاج 570 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وذلك ضمن الفترة الزمنية المحددة في خريطة الطريق الموضوعة.
وأقيم بهذه المناسبة حفل تحت عنوان “أصول الغاز تحطم الرقم 570 وما بعده”، استعرضت فيه شركات نفط الكويت و”شل” و”أس أل بي” مضامين خريطة الطريق وأهم العوامل والإنجازات التي ساهمت في الوصول إلى هدف الإنتاج المحدد ضمن الجدول الزمني المخطط له.
من جهتها احتفلت مجموعة العمليات (النفط الثقيل) بالوصول إلى هدف الإنتاج غير المسبوق البالغ 20 ألف برميل يومياً في حقل أم نقا بشمال الكويت، والذي تم تحقيقه في شهر ديسمبر 2022، متجاوزاً بذلك التوقعات.
وقد تم تحقيق هذا الإنجاز بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق عمل الصيانة وعمليات الإنتاج والخدمات الفنية للعمليات وتطوير حقول النفط الثقيل، والتي تكثفت منذ شهر سبتمبر 2022.

تشغيل أول
كما أطلقت الشركة عمليات التشغيل الأولية لمشعبات النفط الخام التابعة لمركز التجميع 32، والتي تعتبر إيذاناً بإطلاق العمليات التشغيلية اللاحقة في مركز التجميع المذكور الذي يقع ضمن حقل برقان الكبير في جنوب الكويت.
ويعتبر مركز التجميع 32 من المشاريع الجديدة والاستراتيجية بشركة نفط الكويت، إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 120 ألف برميل يومياً، والتي من المرتقب الوصول إليها بصورة تدريجية وفق الخطط الموضوعة لذلك.
وفي مجال متصل، ناقشت اللجنة العليا المشتركة لمشروع الوصول إلى إنتاج 950 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، إنجاز الوصول إلى حفر 30 بئر غاز عميقة خلال السنة المالية الماضية 2022-2023، حيث اطلع أعضاؤها على عروض تفصيلية قدمها موظفون مختصون، تناولوا فيها التقدم الذي تحقق، وأبرز التحديات والحلول في جميع المشاريع التي ستساهم بالوصول إلى هدف الشركة الاستراتيجي بإنتاج 950 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
واستكمالاً لسلسلة الإنجازات، وتماشياً مع خطتها الاستراتيجية لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي بما يلبي متطلبات السوق المحلي، قامت مديرية الغاز والابتكار ممثلة بمجموعة عمليات الغاز، ومديرية المشاريع الكبرى والخدمات الفنية ممثلة بمجموعة المشاريع الكبرى (1)، بتشغيل خط الغاز الاستراتيجي حجم 40 بوصة، والذي يمتد من شمال الكويت إلى ميناء الأحمدي، وذلك بطول 140 كيلومتراً، في حين تصل سعته إلى 900 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.

“غينيس” رابعة
وفي عام 2023، دخلت شركة نفط الكويت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، وذلك للمرة الرابعة في تاريخها.
فقد نجح فريق KFLAG التطوعي، وبالتعاون مع فريق فني من شركة نفط الكويت، بإدخال دولة الكويت ضمن موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بالتزامن مع عيد الاستقلال لدولة الكويت، وذلك من خلال فرد علم ضخم للكويت يعتبر أكبر علم معلّق في العالم.
وشكلت هذه المبادرة تحدياً كبيراً، حيث تم الإعداد المسبق لهذه المهمة قبل ذلك بشهر، وقد تضمن ذلك الإشراف على التدريب وإعداد الخطة وتأمين سلامة المشاركين في كل مرحلة من مراحل المهمة.

ورشة تدريب جديدة

وبرعاية وحضور الرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان، افتتحت شركة نفط الكويت ورشة لتدريب موظفي القطاع النفطي في المقوع شرق الكويت، تتضمن ثلاثة أقسام تشمل الآلات الدقيقة، والكهرباء، والميكانيكا.

وتضم الورشة نماذج لمختلف أنواع المعدات والتقنيات، كالمضخات والأنابيب والتوربينات وضواغط الهواء وصمامات التحكم والكابلات الكهربائية، فضلاً عن المحولات والمولدات، ووحدات وأنظمة تحكم وقياس وكشف، وغير ذلك، كما تتضمن قاعات تدريب مختلفة المساحات، ومجهزة بأحدث الوسائل من أجل استخدامها في تقديم المحاضرات، وهي تحتوي على جميع المعدات والاحتياجات التدريبية التي تساهم في توفير بيئة تدريبية مميّزة.

إنجاز طبي

بدورها حققت المجموعة الطبية في مستشفى الأحمدي التابع للشركة إنجازاً جديداً على مستوى الكويت، تم بواسطة وحدة الأشعة التداخلية، وتمثل بإجراء أول حالة أخذ عيّنات وريدية كظرية Adrenal Venous Sampling (AVS).
وهذه الحالة هي إجراء جراحي ذو تدخل طفيف بالقسطرة، يُستخدم لتحديد الإنتاج الزائد للهرمون في إحدى الغدتين الكظريتين أو كلتيهما، ويُجرى في وحدة الأشعة التداخلية، حيث يتم إدخال قسطرة في الأوردة الكظرية لتحصيل عيّنات الدم من أجل تحليلها.
وتعتبر هذه أول حالة يتم إجراؤها على مستوى الكويت، حيث إنه كان يتم إرسال المرضى إلى الخارج للقيام بها، وبالتالي مع تحقيق هذا الأمر في مستشفى الأحمدي، لم يعد هناك أي داعٍ لإحالة المرضى إلى الخارج.

استراتيجيات وتحول رقمي رائد
وفي مجال الاجتماعات والفعاليات الضخمة والمهمة، وبرعاية وحضور الرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان، نظمت شركة نفط الكويت مؤتمر ومعرض “مجرة البيانات الضخمة”، وذلك تحت شعار “رسم ملامح صناعة النفط والغاز”.
وجاءت الفعالية في إطار سعي الشركة لاستكمال رحلة التحوّل الرقمي التي بدأتها قبل سنوات، وشارك فيها نخبة من الخبراء في صناعة النفط والغاز بعدد من الشركات العالمية، ومنها كل من “شل”، و”بيكر هيوز”، و”أس أل بي”، و”ويذرفورد”، إضافة إلى “هاليبرتون”.
وفي الافتتاح، أكد الرئيس التنفيذي أن التقدم السريع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يستحوذ على كل جوانب الحياة، وأن البيانات الضخمة تعيد رسم ملامح القرارات والاقتصادات والمجتمعات.
وأشار العيدان إلى أن صناعة النفط والغاز تلعب دوراً أساسياً في تمكين محفزات النمو والتطور في العالم بأسره، وأن شركة نفط الكويت كانت رائدة في مجال التحول الرقمي عبر إطلاق برنامج “الحقل الرقمي المتكامل” في العام 2000.
من جهته، أشار نائب الرئيس التنفيذي للغاز والابتكار بدر المنيفي إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار تحديث الشركة لاستراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة، لاسيما فيما يختص باستراتيجية التحول الرقمي التي تسعى من خلالها إلى الاستفادة من الخبرات المكتسبة والجهود الكبيرة التي بذلت من جميع القطاعات في الشركة على مدى السنوات السابقة.

تعاون في القطاع
كما شاركت نفط الكويت في الملتقى المفتوح السنوي لقيادات القطاع النفطي 2022-2023، والذي نظمته شركة صناعة الكيماويات البترولية الزميلة في فندق “حياة ريجنسي” الكائن ضمن مجمع “360”.
وشهد المنتدى، الذي أقيم تحت شعار “بتميّزنا نتغلب على التحديات”، حضور كافة قيادات مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها، وفي مقدمتهم الرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخ نواف سعود الصباح، في حين تمثلت شركة نفط الكويت بالرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان وعدد من نواب الرئيس التنفيذي.
وتم في المنتدى الذي انعقد لأول مرة حضورياً بعد غياب أربع سنوات بسبب جائحة “كورونا”، مناقشة آخر الإنجازات التي حققها القطاع النفطي، كما تم التطرق إلى التحديات الكبرى أمام عمل القطاع، ولاسيما في سوق عالمي غير مستقر من حيث الأسعار والإمدادات.
وشاركت نفط الكويت كذلك في مؤتمر إطلاق استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها، والذي أقيم برعاية سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء تحت شعار “طاقة مستدامة لمستقبل واعد”، وتخلله الإعلان عن “استراتيجية 2040 واستراتيجية تحول الطاقة 2050”.
وحضر المؤتمر معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور سعد حمد البراك، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح، والرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد جابر العيدان، وعدد من كبار الشخصيات العامة وممثلي جهات الدولة وقياديي القطاع النفطي.
وجاء هذا المؤتمر ليسلط الضوء على التوجهات الاستراتيجية المعتمدة حتى عام 2040، والتي تهدف إلى تحقيق القيمة المثلى للموارد الهيدروكربونية الكويتية من خلال الوصول تدريجياً لمعدل طاقة إنتاجية مستدامة للنفط الخام في دولة الكويت (بما يشمل المنطقة المقسومة) يبلغ 4 ملايين برميل يومياً في عام 2035 والمحافظة عليه حتى عام 2040.
كما تهدف التوجهات الاستراتيجية للوصول إلى 1.6 مليون برميل يومياً كحد أقصى من الطاقة التكريرية في عام 2025 وبأعلى مستوى تحويلي، وتنويع مصادر الدخل لدولة الكويت من خلال التوسع في نشاط البتروكيماويات داخل وخارج البلاد، وذلك لبلوغ مكانة رائدة عالمياً من خلال الوصول إلى 14.5 مليون طن سنوياً في عام 2040.
وركز المؤتمر كذلك على التعريف بالتأثير الإيجابي الذي سيترتب على إنجاز المبادرات والمشاريع المستقبلية للقطاع النفطي على دولة الكويت، بالإضافة الى خطة مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050 والاستمرار في خفض انبعاثاتها الكربونية، وذلك ضمن السعي الدؤوب للمحافظة على المكانة المتميزة لبرميل النفط الكويتي كونه منخفض الانبعاثات الكربونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى