عالمي

حماس أسواق الطاقة مستمر .. المضاربون على ارتفاعات النفط مستمرون في التداول

ارتفعت أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس، عقب انخفاض سابق بسبب مخاوف من ركود أمريكي وزيادة صادرات النفط الروسية، ما قلل من تأثير تخفيضات إنتاج “أوبك +”.

وتابع السوق باهتمام شديد الإشارات حول خطوة “أوبك +” المقبلة، وركز على تصريحات ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي التي أكد فيها أن التحالف لا يرى حاجة لخفض إضافي لإنتاج النفط، على الرغم من أن الطلب الصيني جاء أقل من المتوقع، لكنه أضاف أن المجموعة قادرة دائما على تعديل سياستها.

ويقول لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون: إنه على الرغم من بعض العوامل السلبية، لا تزال معنويات السوق النفطية جيدة، لافتين إلى تأكيد بنك “جولدمان ساكس” أنه على الرغم من البيع المتجدد للنفط والغاز إلا أن البنك لا يزال متفائلا بشأن الطاقة حيث يعد قطاع الطاقة هو الأرخص من بين جميع قطاعات السوق الأمريكية البالغ عددها 11، فيما تواصل شركات الطاقة الإعلان عن أرباح قوية حيث يواصل النفط تداوله حول مستوى 80 دولارا للبرميل.

وذكر المختصون أن التفاؤل الأخير بشأن تخفيضات إنتاج “أوبك +” انحسر نسبيا في مواجهة المخاوف بشأن الطلب المرتبط بضعف الخلفية الاقتصادية وبقاء الاحتياطي الفيدرالي المتشدد الذي أدى إلى بقاء أسعار النفط مقيدة بالنطاق، وعلاوة على ذلك فهناك تقارير تفيد بأن شحنات الخام الروسية لا تزال قوية رغم العقوبات والحظر.

وأوضح هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة، أن أساسيات السوق النفطية جيدة حيث تعمل “أوبك +” على تحقيق التوازن بين العرض والطلب وبقاء المخزونات النفطية عند مستويات صحية ملائمة، مشيرا إلى أن المخاطر الجيوسياسية وراء الاضطرابات المفاجئة في حركة الأسعار وهناك عديد من الأسباب التي تجعل المضاربين على الارتفاع يمكنهم الاستمرار في التداول.

وأشار إلى أنه في حين أن أسعار النفط والغاز قد انخفضت عن المستويات المرتفعة الأخيرة، إلا أنها لا تزال أعلى مما كانت عليه خلال العامين الماضيين ومن ثم الحماس مستمر في أسواق الطاقة، حيث لا يزال قطاع الطاقة مفضلا بشكل كبير لدى المستثمرين خاصة في وول ستريت.

ويرى، أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن استمرار المخاوف بشأن الطلب العالمي ومخاطر الركود يستمران في الضغط على أسواق النفط، لافتا إلى تراجع أسعار النفط حتى بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام الأمريكية آخذة في الانخفاض.

ونقل عن بنك “ستاندرد تشارتريد” توقعه أن تخفيضات “أوبك +” ستقضي في النهاية على الفائض الذي تراكم في أسواق النفط العالمية حيث بدأ فائض نفطي كبير في النمو في أواخر 2022 وانتشر في الربع الأول من العام الحالي، كما يقدر المحللون أن مخزونات النفط الحالية أعلى بمقدار 200 مليون برميل مما كانت عليه في بداية عام 2022 وأعلى بمقدار 268 مليون برميل من الحد الأدنى في حزيران (يونيو) 2022.

ويوضح فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن تحالف “أوبك +” ربما يكون قد حسم موقفه مبكرا قبل الاجتماع الوزاري في يونيو المقبل منعا لتوتر الأسواق، حيث قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي إنه ليست هناك حاجة لتخفيضات إضافية في إنتاج النفط تتجاوز ما اتفق عليه المنتجون الرئيسون بالفعل، حيث حققت سوق الخام العالمية توازنا.

وأوضح أن السوق يترقب مطلع الشهر المقبل بدء تطبيق التخفيضات الإضافية لتحالف “أوبك +” الذي يشارك فيه 23 منتجا وتتجاوز نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا، مشيرا إلى تأكيد نوفاك أنه تم اتخاذ هذا القرار قبل شهر فقط وسيبدأ سريانه بدءا من أيار (مايو) بالنسبة للدول التي انضمت إلى التخفيضات طواعية موضحا أن التخفيضات الطوعية للإنتاج ستكون داعمة للسوق في حال حدوث خلل.

من جانبها، ترى ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية، أن مؤشرات سوق الخام الآسيوية تراجعت في الأسابيع الأخيرة، بينما تدهورت أرباح تكرير النفط، ما يشير إلى ضعف الطلب على الوقود، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن التجار يرون أن العرض على المدى القريب يفوق الطلب.

وأضافت أنه لا يزال النفط الخام مرتفعا من أدنى مستوى في 15 شهرا بلغه في منتصف آذار (مارس) بعد الاضطرابات في القطاع المصرفي في ضوء استمرار مخاوف التوقعات بشأن الأسواق المتعثرة، بينما يراقب التجار التقارير الاقتصادية الأمريكية بحثا عن أي أدلة على مسار رفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع السياسة المالية في مايو المقبل.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل طفيف، خلال تعاملات أمس، في محاولة لتقليص الخسائر الضخمة التي لحقت بها خلال الجلستين السابقتين.

وجاء الهبوط الكبير في أسواق النفط مدفوعا بمخاوف من ركود أمريكي وزيادة صادرات النفط الروسية، ما قلل من تأثير تخفيضات إنتاج “أوبك +”.

وتلقت أسعار النفط الخام بعض الدعم من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع، واقتراب دخول تخفيضات دول “أوبك +” حيز التنفيذ بدءا من أول مايو، ما يرفع إجمالي خفض التحالف إلى 3.6 مليون برميل يوميا إلى نهاية العام الجاري.

بحلول الساعة 08:28 صباحا بتوقيت جرينتش (11:28 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي – تسليم يونيو 2023 – بنسبة 0.37 في المائة، إلى 77.98 دولار للبرميل.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم يونيو 2023- بنسبة 0.17 في المائة، مسجلة 74.43 دولار للبرميل.

وكانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها الأربعاء 26 أبريل، على تراجع بنحو 4 في المائة، تقريبا لتواصل نزيف الخسائر، مع مخاوف بشأن الطلب.

طغت مخاوف الركود على انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، إذ تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 4 في المائة، خلال تعاملات الأربعاء، لتواصل خسائرها الحادة من الجلسة السابقة.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 81.12 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 82.95 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس: إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما إنتاج الدول الأعضاء، حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات متتالية، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 82.42 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى