تقلبات النفط مستمرة رغم انحسار مخاوف الإمدادات .. المتعاملون يراقبون تداعيات الحرب
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع وسط جهود دولية ودبلوماسية لاحتواء توسع نطاق الحرب في غزة والحيلولة دون تأثر إمدادات النفط الخام.
ويراقب المستثمرون الوضع في الشرق الأوسط في ظل القفزات السعرية الحالية بفعل تداعيات الحرب والأخطار الجيوسياسية.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون: إن شركات النفط الأمريكية لا تنجرف وراء وتيرة الأسعار المرتفعة، حيث تحافظ بالفعل على تركيزها على عوائد المساهمين من خلال توزيع أرباح الأسهم وإعادة شراء الأسهم، وهو ما يجذب المستثمرين مرة أخرى إلى القطاع.
وذكر المحللون أن هناك حالة يقين من استمرار أرباح النفط والغاز في ضوء تواصل عمليات إعادة شراء الأسهم، موضحين أن العامل الرئيس الذي جعل النفط والغاز جذابين مرة أخرى هو تمسك شركات الطاقة بانضباط رأس المال.
ولفتوا إلى تقديرات أخرى في السوق ترى أن الزخم في الانتعاش الأخير في النفط الخام لا يبدو قويا بما يكفي لضمان ارتفاع مستدام حتى الآن، معتبرين أن التصحيح الهبوطي الذي بدأ قرب نهاية سبتمبر الماضي قد لا يزال قائما.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن حالة عدم اليقين تسيطر على سوق النفط الخام، حيث انخفضت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد أن ترك جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الباب مفتوحا لمزيد من التشديد في السياسات المالية وتوقع إجراء زيادات جديدة في أسعار الفائدة.
ولفت إلى تقارير دولية ترى أن أسعار النفط الخام تبدو مستعدة لمزيد من الارتفاع من الناحية الفنية، حيث إن التوترات في الشرق الأوسط ستظل المحرك الرئيس لأسعار النفط في الأسبوع الجاري.
من جانبه، أكد رودلف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، أن هناك بوادر انتعاش الاستثمارات النفطية، وهو المطلب الذي أكدته “أوبك” وعديد من البنوك من أجل تأمين إمدادات النفط على المدى الطويل، مبينا أن شركة شيفرون تعتزم شراء شركة هيس الأمريكية للتنقيب عن النفط في صفقة بقيمة 53 مليار دولار تضيف مليارات البراميل من الموارد البحرية في جويانا وفي النفط الصخري الزيتي في باكن.
وأشار إلى أن الاستثمارات النفطية تنامت أيضا مع إعلان شركة إكسون موبيل شراء شركة بايونير ناتشيورال ريسورسيز لإنتاج النفط الصخري مقابل 58 مليار دولار، ما يعزز رهانها على أن النفط والغاز سيظلان عنصرين أساسيين في مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن أخطارا تصاعدية تحيط بأسعار النفط الخام على المدى القصير، لكن تقارير دولية تتحدث عن عودة الضغوط الهبوطية على المدى المتوسط، رغم استمرار الصراع في الشرق الأوسط. وأفاد بأنه لا يمكن تجاهل الأخطار الصعودية المرتبطة بالصراع الحالي في الشرق الأوسط، التي قد ترفع سعر برنت إلى فوق 100 دولار للبرميل.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، أن هدوءا مرجحا في وتيرة صعود أسعار النفط الخام قد يحدث على المدى القصير نتيجة نمو الإنتاج الجيد في الولايات المتحدة وبحر الشمال والبرازيل. ولفتت إلى أن تقارير دولية ترجح ألا تتحول أخطار الشرق الأوسط إلى اضطرابات مادية، مشيرة إلى توقع بنك ستاندرد تشارترد بلوغ متوسط سعر خام برنت 93 دولارا للبرميل ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 91 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2023.
وفيما يخص الأسعار، هبط النفط بأكثر من دولار أمس مع تراجع مخاوف تتعلق بالإمدادات في ظل بذل جهود دبلوماسية لاحتواء الصراع في الشرق الأوسط.
وخلال التعاملات أمس، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 67 سنتا إلى 91.49 دولار للبرميل بعد أن خسرت في وقت سابق من الجلسة 1.08 دولار مسجلة 91.08 دولار للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 82 سنتا ليجري تداولها عند 87.26 دولار للبرميل بعد أن تراجعت 1.72 دولار إلى 87.03 دولار للبرميل خلال الجلسة.
وفي الأسبوع الماضي ارتفعت العقود بأكثر من 1 في المائة في ثاني قفزة أسبوعية لها على التوالي، وسط مخاوف من انقطاع محتمل للإمدادات إذا تطورت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى مواجهة أوسع في الشرق الأوسط، أكبر منطقة لإمدادات النفط في العالم.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 95.72 دولار للبرميل الجمعة مقابل 93.63 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 91.62 دولار للبرميل.
Source link