عالمي

النفط يقطع خطوات متسارعة للتعافي .. اليد العليا للطلب وبرنت مستقر فوق 80 دولارا

واصل النفط الخام وتيرة مكاسبه بدعم من انخفاض الدولار الأمريكي وتسجيل رقم ضعيف للتضخم في الولايات المتحدة، مع توقعات السوق بسياسة نقدية أقل تقييدا في الولايات المتحدة.
ويقول محللون في تصريحات لـ”الاقتصادية”، إن أسعار النفط تقطع خطوات متسارعة نحو التعافي مع تلقى دعم رئيس من تخفيضات أوبك + علاوة على الصعوبات التي تحول دون زيادة الإنتاج الأمريكي، وميل بكين نحو اتخاذ تدابير لإعادة تنشيط الاقتصاد الصيني.
وأوضح المحللون أنه مع إصدار أوبك أحدث توقعاتها كان رد فعل التجار هو التحول إلى الاتجاه الصعودي، ومع ذلك تبقى حالة القلق من أن تعافي الصين بعد الوباء يستغرق وقتا أطول من المتوقع أو أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى مما يشعر به بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن العوامل الصعودية لأسعار النفط تفوقت على تأثير مخاوف الركود التي تحد بالفعل من المكاسب، مشيرا إلى أن تأثيرات التخفيضات الطوعية للسعودية وروسيا وبقية دول تحالف أوبك + تظهر حاليا بشكل جيد في حركة الأسعار.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن أسعار النفط تقطع خطوات متسارعة نحو التعافي حيث توقعت كل من وكالة الطاقة الدولية وأوبك وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلص إمدادات النفط في النصف الثاني من العام كما تشير أحدث خريطة طريق السلع لبنك “ستاندرد تشارترد” إلى أن سوق النفط العالمية تعاني.
ولفت إلى أنه على الرغم من تغلب العوامل الصعودية في المرحلة الراهنة إلا أن حالة عدم اليقين مسيطرة، حيث يواصل تجار النفط الخام التركيز على عوامل الاقتصاد الكلي مثل الانتعاش الاقتصادي للصين ومعدلات التضخم في الولايات المتحدة.
ويتفق مفيد ماندرا نائب رئيس شركة ” ال ام اف ” النمساوية للطاقة مع أن قيود الإنتاج من قبل كبار المنتجين تظهر تأثيراتها حاليا على السوق منذ أن أعلنت السعودية في اجتماع أوبك في حزيران (يونيو) أنها ستخفض إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يوميا وأعقب ذلك إعلانها أنها ستمدد هذه التخفيضات حتى آب (أغسطس) كما قالت روسيا إنها ستخفض صادراتها النفطية بمقدار نصف مليون برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.
وأضاف أن آفاق الطلب جيدة، لافتا إلى أنه على الرغم من التعافي غير المتكافئ للصين، فإن الطلب على النفط الخام على نطاق عالمي مرن بما يكفي ليؤدي إلى نقص المعروض في النصف الثاني من العام الجاري.
بدورها، ذكرت ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية، أن انتعاش الطلب الموسمي يدعم أسعار النفط ويقاوم العوامل الهبوطية المقابلة، مشيرة إلى توقع بنك “ستاندرد تشارترد” أن يستمر الطلب على النفط في الزيادة فعليا خلال الأشهر القليلة المقبلة ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في آب (أغسطس) المقبل، ونتيجة لذلك من المرجح أن ترتفع الأسعار بوتيرة قوية.
ونقلت عن البنك إشارته إلى أنه في الوقت الحالي، فإن تقليص الإمدادات من جانب الدول المنتجة للنفط هو المؤثر الأقوى في الأسعار مع نجاح أوبك + في إدارة العرض بشكل مرن استجابة للمتغيرات في السوق الدولية، لكن في النصف الثاني من العام الجاري يتوقع البنك أن يكون للطلب اليد العليا.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات أمس، ليتداول خام برنت أعلى 80 دولارا للبرميل، مع تراجع صادرات الصين للشهر الثاني على التوالي، ما عزز المخاوف بشأن الاقتصاد.
وانخفضت قيمة الصادرات الصينية المقومة بالدولار 12.4 في المائة، في حزيران (يونيو) على أساس سنوي، أي بأكثر من توقعات تراجعها 9.5 في المائة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر) بنسبة 0.24 في المائة، أو 19 سنتا عند 80.3 دولار للبرميل، في تمام الساعة 08:01 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، بعدما تجاوزت 80 دولارا عند تسوية الأربعاء وذلك للمرة الأولى منذ نيسان (أبريل).
كما ارتفعت عقود الخام الأمريكي تسليم أغسطس 0.18 في المائة، أو 14 سنتا عند 75.89 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها أمس الأول بنسبة 1.2 في المائة.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 80.63 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 79.67 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق سابع ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 76.60 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى