عالمي

النفط قرب أعلى مستوى منذ 3 أشهر .. السوق تقلص احتمالات حدوث ركود عميق

ظلت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، تحوم قرب أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، وسط مؤشرات إلى تراجع الإمدادات العالمية بسبب خفض الدول المنتجة للإنتاج والطلب القوي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للوقود في العالم.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 85.30 دولار للبرميل خلال التداولات منخفضة 13 سنتا أو 0.15 في المائة مقارنة بسعر التسوية في الجلسة السابقة، فيما وصلت عقود شهر أقرب استحقاق لخام برنت لأعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر منذ 13 أبريل الماضي الإثنين.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 81.69 دولار للبرميل منخفضا 0.1 في المائة أو 11 سنتا عن سعر التسوية في الجلسة السابقة، التي بلغ أعلى مستوياته خلالها منذ 14 أبريل.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون: إن السوق ترجح إمكانية بقاء النمو العالمي قويا بما يكفي، ما أدى إلى تقلص احتمالات حدوث ركود عميق، وهو ما طمأن سوق الطاقة على نحو كبير. لافتين، إلى أن أسعار الفائدة الحالية ملائمة للمعطيات الاقتصادية، وبالتالي هناك احتمالية منخفضة للغاية لتشديد السياسة النقدية في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حتى نهاية هذا العام.
ونوهوا إلى استمرار سياسات “أوبك+” الناجحة في إدارة المعروض النفطي بما يتلاءم مع بيانات الطلب، وقد تعززت الأسعار مع تمديد خفض إنتاج السعودية البالغ مليون برميل يوميا حتى آب (أغسطس) الجاري وأيضا إعلان روسيا أنها ستخفض الإنتاج من جانبها بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية: إن وتيرة المكاسب للنفط الخام مستمرة بشكل جيد بدعم من استمرار الضغط على العرض في وقت تسجل فيه الأسواق المالية موقفا أكثر إيجابية تجاه احتمالية تجنب الانكماش المطول.
وأضاف أن نتائج الأرباح لشركات الطاقة للربع الثاني جاءت جيدة، ما دعم ثقة المستثمرين، لافتا إلى أنه بالنظر إلى الأيام المقبلة ستتم مراقبة تقرير مخزون معهد البترول الأمريكي وتقارير حالة النفط الأسبوعية لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية عن كثب، بحثا عن مؤشرات حول تغيير في بيانات العرض والطلب.
أما روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، فيرى أن معنويات السوق النفطية في حالة جيدة للغاية، ولا سيما أن التجار لديهم صفقات نفطية عديدة وقصيرة المدى، ما يرجح معه أن تستمر أسعار النفط الخام الأمريكي في الارتفاع وحصد المكاسب.
ونوه إلى أنه لا تزال المعنويات إلى حد كبير على حالها المتفائلة بحذر قبل مزيد من إصدارات أرباح شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة، إضافة إلى ترقب صدور تقرير الوظائف هذا الأسبوع، كما من المرجح أن يكون أغسطس الجاري أكثر هدوءا من حيث أداء السوق الأمريكية بسبب موسم العطلات.
من ناحيته، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز: إن خفض الإنتاج الطوعي في السعودية، إلى جانب مشكلات الإنتاج في أنجولا ونيجيريا وليبيا أدى إلى توازن الأسواق وتحجيم المعروض النفطي، ما قاد إلى سلسلة من المكاسب المتوالية.
ولفت إلى تقارير دولية تؤكد أن خفض الإنتاج الطوعي والاضطراري لدى المنتجين في أوبك أدى إلى مساهمة هذه التخفيضات في تراجع في الإنتاج قدره 840 ألف برميل يوميا في إجمالي إمدادات أوبك من النفط الخام ليوليو الماضي.
أما نايلا هنجستلر المدير السابق لإدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، فتشير إلى أن خطط التحفيز المالي الصيني وإعادة فتح اقتصاد البلاد لعبت دورا رئيسا في ارتفاع أسعار النفط الخام في المرحلة الحالية، كما أن الطلب على النفط خارج الصين أظهرت بياناته أنه أفضل بكثير من المخاوف والتوقعات السابقة.
وأكدت أن بنك جولدمان ساكس رفع توقعاته لنمو الطلب لهذا العام، حيث قدر متوسط سعر خام برنت لمدة 12 شهرا عند 93 دولارا للبرميل، لافتة إلى أن المشاعر السلبية بشأن انتعاش الصين بعد كوفيد والطلب على النفط قد تحولت إلى نظرة إيجابية لسوق النفط لبقية العام، كما تؤدي التخفيضات الشديدة في “أوبك+” بالفعل إلى عجز في السوق.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 86.45 دولار للبرميل الإثنين مقابل 85.37 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثامن ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 83.19 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى