وصل عدد المنازل المعروضة للبيع في بريطانيا إلى أعلى مستوى له منذ ثمانية أعوام، وفقاً لموقع البحث عن العقارات “زوبلا” الذي يتوقع أن يؤدي العرض الإضافي إلى الحد من ارتفاع أسعار المنازل هذا العام.
ووفقاً لـ”زوبلا”، فإن عدد المنازل في السوق يزيد بنسبة 20 في المئة عما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي، عندما دفعت معدلات الرهن العقاري المرتفعة المشترين والبائعين المحتملين إلى الهامش.
ويحوي متوسط المعروض 31 شقة ومنزلاً، وهو أكبر عدد منذ عام 2016، ومقارنة بـ 26 في العام الماضي و16 عام 2022، عندما كان العرض مقيداً بصورة خاصة.
وقال المدير التنفيذي للأبحاث في محرك البحث العقاري، ريتشارد دونيل، لصحيفة “التايمز”، إن مزيداً من الناس يعيدون الآن النظر في خططهم للانتقال، مع الاعتقاد على نطاق واسع أن أسعار الفائدة بلغت ذروتها. وأضاف “هناك ارتفاع قياسي في المعروض من المنازل للبيع، مما يظهر تجدد الثقة بين البائعين، وكثير منهم مشترون أيضاً، وعلى الأرجح ستبقى الأسعار تحت السيطرة خلال عام 2024”.
سباق على الشراء
شكل وجود عدد قليل جداً من المنازل المعروضة للبيع مشكلة دائمة لوكلاء العقارات على مدى الأعوام القليلة الماضية، وخلال الوباء، كان هناك سباق على الشراء وبيعت المنازل في غضون ساعات من دخولها السوق حتى مع قفزة معدلات الرهن العقاري وتراجع الطلب، مما يعني أنه لا يزال هناك عدد كبير جداً من المشترين وعدم وجود عدد كافٍ من المنازل خلال تباطؤ السوق.
هذه الديناميكية كانت السبب وراء اعتقاد معظم الاقتصاديين والمعلقين أن أسعار المنازل كانت أفضل بكثير مما توقعه كثير بداية عام 2023، ومع ذلك تشير بيانات “زوبلا” إلى أن الميزان يتأرجح مع ارتفاع عدد المبيعات المتفق عليها بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي في مايو (أيار) الماضي، وهو ما يقل بصورة مريحة عن الزيادة البالغة 20 في المئة في العرض.
ولذلك يتوقع دونيل أن تنتهي الأسعار هذا العام على نطاق واسع حيث بدأت، وهو أمر أكثر هبوطاً من بعض المتنبئين الآخرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتوقع شركة “بانثيون ماكروإيكونوميكس الاستشارية” زيادة بنسبة أربعة في المئة في أسعار المنازل هذا العام، في حين تتوقع شركة “كابيتال إيكونوميكس” ارتفاعاً بنسبة ثلاثة في المئة.
انقسام سوق الإسكان بين الشمال والجنوب
ويتجلى الخلل المتزايد بين العرض والطلب بصورة خاصة في بعض المناطق التي سجلت تدفقاً للناس خلال الوباء، فعلى سبيل المثال زاد عدد المنازل المعروضة للبيع جنوب غربي إنجلترا بنسبة 33 في المئة عما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي، بما في ذلك “زيادة فوق المتوسط” في عدد المنازل المكونة من أربع غرف نوم.
وأصبحت سوق الإسكان منقسمة على نحو متزايد بين الشمال والجنوب، إذ يحتاج أصحاب المساكن عادة إلى قروض عقارية أكبر لأن العقارات أكثر كلفة.
وانخفضت أسعار المنازل بصورة أسرع في إبسويتش وهاستينغز ونورويتش خلال العام الماضي، في حين أنها ارتفعت بصورة أكبر في بلفاست وبيرنلي وبولتون، وتظهر بيانات “زوبلا” أن شعبية المدن الساحلية التي ارتفعت خلال الوباء تتلاشى الآن، إضافة إلى هاستينغز، تعد برايتون وساوثيند وبورنموث من الأسواق الأسوأ أداء من حيث انخفاض الأسعار، وأرجعت “زوبلا” هذا الارتفاع إلى التغييرات الضريبية على إيجارات العطلات والمنازل الثانية، على رغم أن آخرين أشاروا إلى أن أصحاب العمل الذين يطلبون من موظفيهم العودة إلى المكتب بصورة أكثر انتظاماً قد يكون عاملاً.
وتشير تقديرات الموقع الإلكتروني، إلى أن أسعار المنازل أقل بنسبة 0.1 في المئة مما كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي، على رغم أن المتوسط على مستوى البلاد يخفي اختلافات كبيرة بين المناطق.
وفي بلفاست ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 3.6 في المئة خلال العام الماضي، في حين انخفضت الأسعار في إبسويتش بنسبة ثلاثة في المئة.
