عالمي

المكاسب تهيمن على أسواق النفط .. 24 % زيادة في الأسعار منذ قاع يونيو

استمرت الاتجاهات الصعودية للنفط الخام حيث استعادت الأسعار مستويات لم تشهدها منذ نوفمبر من العام الماضي، رغم البيانات التي كشفت عن زيادة في المخزونات النفطية الأمريكية حيث أظهر تقرير معهد البترول الأمريكي إضافة 4.067 مليون برميل للتخزين للأسبوع المنتهي في 4 أغسطس.
ويقول محللون نفطيون إنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من البيانات لتغيير مواقف المنتجين في تحالف “أوبك+” بشأن مزيد من التشديد المطلوب في المعروض النفطي مشيرين إلى أن السوق تدرس توقعات رفع أسعار الفائدة في حالة حدوث مفاجأة تضخم صعودية، ما قد يوفر ارتفاعا بالدولار على المدى القريب مع إبقاء معنويات المخاطرة تحت السيطرة.
وأضافوا أن الدولار سيكون تحت المراقبة بعد أن استقر في الآونة الأخيرة مع مكاسب بنسبة 0.5 في المائة منذ بداية الأسبوع، لافتين إلى أن هذه المكاسب للدولار تكبح مكاسب النفط الخام، وفقا للعلاقة العكسية بينهما.
وأوضح المختصون أن معنويات السوق النفطية تأثرت سلبا ببيانات عن الانكماش في الصين، التي تؤكد إلى حد كبير صحة توقعات النمو المنخفضة، ومع ذلك يبدو أن الجانب السلبي في الأسهم الصينية قد تم احتواؤه أخيرا، ولا سيما أن السوق أصبحت أكثر اعتيادا على البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة خلال الأشهر الماضية.
وسلط المختصون الضوء على تأكيد إدارة معلومات الطاقة أن أسعار النفط الخام ارتفعت منذ يونيو الماضي، وأن ذلك يرجع أساسا إلى التخفيضات الطوعية الممتدة لإنتاج الخام السعودي وزيادة الطلب العالمي، متوقعين أن تستمر هذه العوامل في خفض مخزونات النفط العالمية والضغط التصاعدي على أسعار النفط في الأشهر المقبلة، حيث بلغ متوسط سعر برنت 86 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2023، بارتفاع سبعة دولارات للبرميل عن توقعات سابقة.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة: إن أسعار النفط الخام تستمر في الوتيرة الصاعدة القوية حيث أظهرت بالفعل أنها صامدة أمام الأداء الاقتصادي الضعيف من الصين في الأسابيع الأخيرة، لافتا إلى تركيز السوق النفطية حاليا على ضيق المعروض النفطي في ضوء خفض الإنتاج الطوعي القياسي من جانب السعودية وخفض الإنتاج الروسي الموازي.
وعد أن التوترات الأخيرة في منطقة البحر الأسود أضافت كثيرا إلى قائمة المحفزات الصعودية لأسعار النفط الخام التي تعزز مكاسب المنتجين مع صدور تقارير دولية ترى أن الهدوء المعتدل في توقعات النمو والظروف الاقتصادية بشكل عام في أجزاء عديدة من العالم قد يستمر في دعم الطلب العالمي على النفط الخام.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن المكاسب تهيمن على السوق حيث صعدت أسعار النفط الخام نحو 24 في المائة منذ أن وصلت إلى قاع سعري في يونيو الماضي، لافتا إلى أن النفط الخام بالفعل في طريقه إلى تسجيل الأسبوع السابع على التوالي من المكاسب، وفي حالة تحقق ذلك ستكون هذه أطول سلسلة مكاسب منذ يناير 2022.
وأوضح أن حالة عدم اليقين ما زالت باقية في السوق حيث يتساءل المحللون بصفة مستمرة عن إمكانية أن يوسع النفط الخام سلسلة مكاسبه حيث من المؤكد حاليا أن توقعات معنويات النفط الخام تصب في اتجاهات صعودية، مشيرا إلى أن تقارير دولية تؤكد أن 38 في المائة من تجار التجزئة يعتمدون على صفقات النفط الخام طويل المدى، ويرون أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع على الطريق.
ومن ناحيته، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة: إن أسعار النفط الخام تواصل تسجيل مستويات قياسية هي الأوسع منذ أكثر من عام، ولكن هذه المستويات أقل من احتياجات بعض المنتجين، وفي المقابل توسع الضغوط التضخمية في عديد من دول الاستهلاك، موضحا أن الطلب لازال أقل من المتوقع في الصين أو الهند أو الولايات المتحدة، ما يدفع تحالف “أوبك+” إلى تنفيذ تخفيضات إنتاج أكبر – بحسب توقعات دوائر تحليلية دولية.
ونوه إلى رؤية السعودية الثاقبة في التعامل مع تحديات السوق النفطية في المرحلة الراهنة بهدف استعادة التوازن واستقرار السوق، مشيرا إلى إعلان السعودية أنها ستمدد بالفعل خفض إنتاجها النفطي البالغ مليون برميل يوميا في سبتمبر المقبل مع التركيز على أن الخفض يمكن تمديده أو تعميقه، مثمنا إبداء السعودية استعدادها لإجراء تخفيضات أعمق إذا كانت الإجراءات السابقة تستغرق وقتا طويلا لتحقيق التأثير المطلوب.
وتؤكد ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية أن مزيج الطاقة العالمي يحتاج إلى جميع الموارد لتلبية الطلب العالمي لأعوام عديدة مقبلة، مشيرة إلى أن قوة نمو الاقتصاد العالمي تعد أمرا حاسما لكل من الوقود الأحفوري وأيضا لنمو الطلب على الطاقة المتجددة.
وأبرزت أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية رفعت توقعاتها لمتوسط السعر الفوري لخام برنت لعامي 2023 و2024 – وفقا لآخر توقعات الطاقة قصيرة المدى- حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 82.62 دولار للبرميل هذا العام و86.48 دولار للبرميل في العام المقبل، لافتة إلى أن مخزونات النفط العالمية ستنتقل من فترة بناء المخزون في النصف الأول من 2023 إلى سحب المخزون حتى نهاية العام.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات أمس، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي بدعم من مخاوف نقص الإمدادات.
واستهلت الأسواق تعاملاتها الصباحية على تراجع بسيط من أعلى مستوياتها في عدة أشهر، إذ أثار ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية وتباطؤ البيانات الاقتصادية من الصين مخاوف بشأن الطلب العالمي على الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها الأربعاء على ارتفاع بنحو 2 في المائة، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من نقص الإمدادات وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم أكتوبر – بنحو 0.05 في المائة، (0.04 دولار)، لتصل إلى 87.59 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي -تسليم سبتمبر بنحو 0.01 في المائة، (0.01 دولار)، لتصل إلى 84.41 دولار للبرميل.
وكان خام برنت قد ارتفع الأربعاء، بنحو 1.6 في المائة، (1.38 دولار)، ليصل إلى 87.55 دولار للبرميل، في حين صعدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.78 في المائة، (1.48 دولار)، لتصل إلى 84.40 دولار للبرميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 88.02 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 87.61 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 86.69 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى