عالمي

الدولار يعوق صعود الذهب وسط تفاؤل بارتفاع قريب

أفقد سبتمبر (أيلول) الماضي الذهب 3.7 في المئة، فيما كان الجزء الأكبر من خسائر المعدن الأصفر خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر الماضي، في ظل الارتفاع الكبير في عوائد السندات الأميركية، وارتفاع مؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسة بدعم أساس من البيانات الاقتصادية الأميركية، وسط توقعات بإعاقة صعود المعدن النفيس خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع استمرار الأداء القوي للاقتصاد الأميركي ومواصلة ارتفاع عائدات السندات.

وبينما حمل الشهر الماضي أنباء غير سارة لمكتنزي الذهب والمستثمرين فيه، فإن الاتجاه الهبوطي في أسعار المعدن تمثل فرصة جيدة للشراء، وبينما تتزايد الأخطار الجيوسياسية وترتفع فرص الركود مع تقلبات التضخم ومواصلة طلب البنوك المركزية على المعدن، فإن الأرجح أن أسعار الذهب ستكون أمام ارتفاع على المدى القريب، بحسب ما يتوقع مجلس الذهب العالمي.

وتأرجح سعر الذهب بين 1900 و1950 دولاراً أميركياً للأونصة خلال معظم سبتمبر الماضي، حتى أدى الانخفاض الحاد في الـ 27 منه إلى وصول السعر إلى 1871 دولاراً، بإجمال خسارة شهرية بنسبة 3.7 في المئة، في وقت أدى ارتفاع الدولار الأميركي إلى انخفاضات شهرية أكثر تواضعاً في اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني.

السندات الأميركية تعوق المعدن

وارتفع العائد على السندات الأميركية أجل 10 سنوات بنحو 50 نقطة أساس خلال الشهر، وأسهمت قوة الدولار مع ارتفاع مؤشره أمام سلة العملات بنسبة 2.5 في المئة على أساس أسبوعي إلى أن كلفة الفرصة البديلة لم تكن قوية بما يكفي لتفسير انخفاض الأسعار في أواخر الشهر.

وشهدت صناديق الذهب العالمية المتداولة في البورصة مزيداً من التدفقات الخارجة خلال سبتمبر 2023 بقيمة 3 مليارات دولار أميركي (-59 طناً)، متوازنة بين صناديق أميركا الشمالية وأوروبا، في حين أن العقود الآجلة للذهب خسرت صافي صفقات الشراء الطويلة بنحو 4 مليارات دولار (70 طناً).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مذكرة بحثية يقول مجلس الذهب العالمي الذي يتخذ من لندن مقراً رئيساً له، إن من المرجح أن يؤدي مزيج المرونة الاقتصادية وارتفاع عوائد السندات الأميركية إلى استمرار الاضطراب في الذهب، ومن المتوقع أن يعاني المعدن النفيس التقلبات أكثر بدعم من عوامل أبرزها ارتفاع فرص الركود على مدى الستة إلى الـ 12 شهراً المقبلة، وتقلبات التضخم ومشتريات البنوك المركزية.

لكن “المجلس” يحتفظ بوجهة نظر مفادها أن العائد المرتفع للسندات تعكس تقلبات التضخم، إذ ارتفعت أسعار السيارات مرة أخرى وأصبحت الإضرابات الطويلة التي نظمتها نقابة عمال السيارات مصدر قلق، وارتفعت كذلك كلف خدمات الرعاية الطبية، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط صوب 100 دولار أميركي للبرميل بسبب دوافع جيوسياسية، في وقت لا تزال مشكلات العرض قائمة، بينما يرتفع الطلب بنسبة اثنين في المئة عن مستوى ما قبل فيروس كورونا، وهو ما من شأنه على هذا النحو أن يوفر فرصاً محتملة لشراء الذهب لبعض المستثمرين وكذلك البنوك المركزية.

طلب البنوك المركزية

وفي مدونته يلفت محلل أول مجلس الذهب العالمي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كريشان غوبول إلى إضافة البنوك المركزية 77 طناً من الذهب إلى الاحتياطات العالمية في أغسطس الماضي للشهر الثالث على التوالي، بزيادة قدرها 38 في المئة عن مشترياتها في يوليو (تموز) الماضي، بإجمال صافي مشتريات 219 طناً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يفوق مشتريات البنوك المركزية في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين.

ويثق غوبول في اتجاه البنوك المركزية الشرائي للذهب على المدى الطويل، ويقول إن عمليات الشراء الكبيرة لا تقتصر على عدد محدود من البنوك، إذ أضاف بنك الشعب الصيني 29 طناً خلال أغسطس الماضي، وبذلك يصل صافي مشتريات بكين منذ بداية العام إلى 155 طناً، وإجمال مشترياتها منذ نوفمبر الماضي عندما بدأت في الإبلاغ بانتظام عن المشتريات إلى 217 طناً.

ونتيجة لذلك ارتفعت حيازاتها من الذهب إلى 2165 طناً في نهاية أغسطس الماضي بما يزيد قليلاً على أربعة في المئة من إجمال الاحتياطات.

وظل البنك الوطني البولندي (NBP) أيضاً مشترياً مهماً خلال أغسطس الماضي، وفق ما يقول محلل مجلس الذهب العالمي، فيما اشترى البنك الوطني الفيليبيني 18 طناً، ليصل صافي مشترياته منذ بداية العام إلى 88 طناً، ويقترب خطوة من هدف الشراء المعلن مسبقاً والبالغ 100 طن.

وفي الوقت نفسه أضاف البنك المركزي التركي 15 طناً إلى احتياطاته من الذهب، في مسعى إلى إعادة بناء احتياطاته من جديد.  

واشترى البنك المركزي الأوزبكي تسعة أطنان وبنك الاحتياطي الهندي طنين والبنك الوطني التشيكي طنين وسنغافورة طنين والبنك الوطني لجمهورية قيرغيزستان طناً واحداً، وأعلن البنك المركزي الروسي زيادة قدرها ثلاثة أطنان من الذهب خلال أغسطس، مما أعاد احتياطاته من المعدن إلى 2333 طناً.

وفي حين أن المبيعات المبلغ عنها كانت معدومة تقريباً خلال أغسطس الماضي، فقد أفادت “بلومبيرغ” عن أنباء بأن البنك المركزي البوليفي حوّل 17 طناً من احتياطاته من الذهب بين مايو وأغسطس الماضيين، ويمثل ذلك في حال صحته انخفاضاً بنسبة 40 في المئة من الاحتياطات، فيما يعتقد مجلس الذهب العالمي أن اتجاه البنوك المركزية لا يزال صحياً نحو الشراء، وحتى مع احتساب صافي المبيعات في وقت سابق من العام فإن وتيرة الشراء حتى الآن هذا العام تمضي إلى إجمال سنوي قوي آخر يدفع المعدن صعوداً خلال الفترة المقبلة.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى