«إكوينور» النرويجية: اهتمام «أوبك +» بتوازن السوق النفطية وليس باستهداف 100 دولار للبرميل
تسببت حالة عدم اليقين السياسي في الشرق الأوسط في قفزة سعرية للنفط الخام، واتجاه صعودي للأسعار في مستهل الأسبوع، في عودة واسعة للمخاطر الجيوسياسية، وتأثيرها الكبير في سوق النفط الخام.
وارتفعت الأسعار مع تقييم الأسواق الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، في حين استفادت أصول الملاذ النمطية، مثل الذهب والدولار، من هذه الحالة المشوشة للأسواق إلى حد ما.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون “إنه في الأسبوع الماضي قررت لجنة المراقبة الوزارية في تحالف (أوبك+) الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية سارية حتى نهاية العام”، حيث لم يكن هذا الإعلان مفاجئا على الإطلاق، ومع ذلك انخفضت أسعار النفط الخام بشكل كبير.
ورجح المحللون مواصلة النفط ارتفاعه قبل أن يبدأ التأثير بشكل سلبي في الطلب، لافتين إلى أن استهلاك البنزين في الولايات المتحدة في موسم القيادة هذا العام كان أقل بمقدار 600 ألف برميل يوميا من المتوسط لعام 2019 وهو آخر عام قبل الوباء، إضافة إلى ذلك أظهر تقرير مخزون تقييم الأثر البيئي الأخير زيادة كبيرة في مخزونات البنزين ما عزز تصور الطلب الفاتر على الوقود.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن الطلب على النفط ما زال قويا في دول الاستهلاك الرئيسة، ما يدعم مكاسب الأسعار، خاصة في الهند حيث إن البلاد تعتمد على الواردات لتلبية ما يزيد على 80 في المائة من استهلاكها من النفط”.
ونقل عن بيانات صادرة عن شركة إكوينور النرويجية تؤكد أن تحالف “أوبك+” لايستهدف وصول الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، حيث إن السعودية وروسيا ليستا مهتمتين برؤية أسعار النفط مرتفعة إلى هذا الحد، وتركزان بشكل أساسي على إجراء توازن جيد في السوق.
من جانبه، أكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن “أوبك+” يلعب الدور الرئيس الأكبر في إدارة السوق النفطية، مشيرا إلى أن منتجي التحالف مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر، في إطار جهودهم المستمرة لدعم استقرار السوق والبناء على التماسك القوي لدول “أوبك+”، مبينا أن ارتفاع سعر النفط بسبب الصراع الحاد الدائر حاليا في الشرق الأوسط.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن الصراع في الشرق الأوسط يأتي وسط تطلع السعودية وروسيا وبقية منتجي (أوبك+) إلى استعادة التوازن في سوق النفط العالمية”.
بدورها، أكدت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، أن تعديلات مستمرة تحدث في خريطة موردي النفط منذ وقوع حرب أوكرانيا، لافتة إلى بقاء روسيا كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، لكن خامات الشرق الأوسط من السعودية والعراق استعادت حصصا قوية في السوق الهندية، موضحة أنه قبل الحرب في أوكرانيا كان العراق هو المورد الرئيس للنفط الخام إلى الهند، بينما تشير تقارير دولية إلى أن العراق سيستعيد المركز الأول في أكتوبر الجاري.
وأفادت بأنه في أعقاب الحرب الروسية – الأوكرانية أدت التخفيضات الحادة التي وصلت إلى 42 دولارا للبرميل على سعر خام الأورال الروسي إلى جعله جذابا للمشترين، خاصة في الهند، ومع ذلك فقد تقلصت الخصومات على الخام الروسي خلال الأشهر الأخيرة، حيث قامت روسيا بتصدير مزيد من طاقة الشحن خارج مجموعة السبع لتفادي الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارا للبرميل على صادراتها.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أكثر من 3 في المائة أمس، إذ أثيرت مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وبحسب “رويترز”، ارتفع خام برنت 2.70 دولار أو 2.2 في المائة إلى 87.28 دولار للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 85.57 دولار للبرميل مرتفعا 2.78 دولار أو 3.4 في المائة. وارتفع الخامان القياسيان أكثر من أربعة دولارات للبرميل في وقت سابق من الجلسة.
وجاء الارتفاع في أسعار النفط ليعكس مسار الاتجاه النزولي الأسبوع الماضي الذي شهد أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس حيث تراجع برنت 11 في المائة، وهبط خام غرب تكساس أكثر من 8 في المائة وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها في الطلب العالمي.
وقال محللون من بنك أيه.إن.زد، في مذكرة للعملاء، “المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط من شأنها أن تدعم أسعار النفط.. ويمكن توقع مزيد من التقلبات”.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 87.30 دولار للبرميل، يوم الجمعة، مقابل 88.51 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سادس انخفاض على التوالي، وأن السلة خسرت نحو تسعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 96.35 دولار للبرميل.
Source link