عالمي

«أوبك +» تقيم ظروف السوق من كثب .. الإبقاء على سياسة الإنتاج النفطي دون تغيير

أبقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لـ”أوبك +”، خلال اجتماعها الـ50 أمس، على سياسة إنتاج النفط الحالية للمجموعة دون تغيير، بعد أن قالت السعودية وروسيا “إنهما ستواصلان الخفض الطوعي للإمدادات لدعم السوق”.
واجتمع وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء بقيادة روسيا، فيما يعرف بـ”أوبك +”، عبر الإنترنت. ويمكن للجنة الدعوة إلى اجتماع كامل لـ”أوبك +” إذا لزم الأمر.
وجاء في بيان أصدرته “أوبك” بعد الاجتماع أن “اللجنة ستواصل تقييم ظروف السوق من كثب”، وأنها تعرف بالتخفيضات السعودية والروسية للإنتاج، مؤكدة على جميع الدول المشاركة تحقيق المطابقة الكاملة والالتزام بآلية التعويض.
وأفادت اللجنة من جديد بالتزام الدول الأعضاء بإعلان التعاون الذي يمتد حتى نهاية 2024 على النحو المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ35 لمنظمة أوبك وخارجها المنعقد في 4 يونيو 2023.
كما أعربت اللجنة في بيانها عن تقديرها ودعمها الكامل لجهود السعودية الرامية إلى دعم استقرار سوق النفط، وجددت تقديرها لخفض المملكة الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميا وتمديده حتى نهاية العام الجاري. كما أقرت اللجنة قيام الاتحاد الروسي بتمديد تخفيضه الطوعي الإضافي للصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر 2023.
وأشار البيان إلى أنه من المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة “الـ51” في 26 نوفمبر المقبل.
ورحب محللون نفطيون بإعلان تحالف “أوبك +” بقيادة السعودية وروسيا أنهما ستبقيان على تخفيضات الإمدادات في نوفمبر المقبل، مشيرين إلى أن التوقعات السابقة كانت ترجح عدم إجراء أي تغييرات خلال هذا الاجتماع ولذا مالت أسعار النفط إلى الاتجاه الهبوطي.
وسلطوا الضوء على إعلان السعودية مواصلة خفض إنتاجها من الخام بمقدار مليون برميل يوميا إضافية في نوفمبر وديسمبر، بينما قالت روسيا “إنها ستواصل خفض إنتاجها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري”.
وفي هذا الإطار، يقول سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف “إن اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لـ(أوبك +) جاء في إطار إجراء مناقشة منتظمة لتطورات سوق النفط”، موضحا أن التوقعات المسبقة رجحت بالفعل أنه لن يتم إجراء أي تغييرات على القرارات المتعلقة بالإمدادات خلال هذا الاجتماع.
وأوضح أن النفط الخام شهد مكاسب كبيرة في الربع الثالث حيث صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 28.5 في المائة على أساس سنوي وخام برنت بنسبة 27.2 في المائة، لافتا إلى أنه في المقابل شهد الدولار ارتفاعا قويا لكن التشديد المستمر في أسواق النفط أدى إلى التصدي لتأثيره في أسعار النفط.
من جانبه، يرى أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن تقارير دولية تتوقع ارتفاعا محدودا في أسعار النفط على المدى القريب في ضوء اتساع المخاوف في السوق النفطية من أن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط الخام والوقود.
بدورها، تقول ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، “إن سوق النفط الخام تتعرض للعبة شد الحبل المستمرة بين تحسن أساسيات السوق وبين الشكوك التي تلوح في الأفق في الاقتصاد العالمي، ما سارع وتيرة التقلبات السعرية”.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط الأربعاء 4 أكتوبر قبل اجتماع لجنة من وزراء تحالف “أوبك +” إذ توازن السوق بين توقعات نقص الإمدادات ومخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى خفض الطلب على النفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات إلى 90.86 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:45 بتوقيت جرينتش، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 89.18 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات الثلاثاء زيادة فرص العمل في الولايات المتحدة بأكبر قدر في أكثر من عامين ما أدى إلى ارتفاع حاد في عوائد السندات الأمريكية.
وبجانب المخاوف من بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت، تعرض النفط لضغوط بسبب المخاوف من أن تؤدي قوة الدولار إلى إضعاف الطلب، لأنها تجعل الخام أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال يب جون رونج محلل السوق في “آي.جي”، “توفر قوة سوق العمل مجالا أكبر للفيدرالي الأمريكي لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول”.
في الوقت نفسه، قال مسؤول نفطي عراقي “إن المحادثات لاستئناف صادرات النفط العراقي من خط أنابيب يمر عبر تركيا لا تزال مستمرة”، وذلك بعد يوم واحد من إعلان تركيا أن العمليات ستبدأ مرة أخرى هذا الأسبوع بعد توقف استمر نحو ستة أشهر.
ويراقب المستثمرون أيضا من كثب العرض والطلب في الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات القطاع انخفاض مخزونات الخام بنحو 4.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 سبتمبر، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي.
وصدرت بيانات الحكومة الأمريكية عن المخزونات، إذ يشير متوسط توقعات ثمانية محللين استطلعت “رويترز” آراءهم إلى تراجع مخزونات الخام نحو 500 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 29 سبتمبر.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 93.56 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 94.99 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض على التوالي، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 94.47 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى