عالمي

أوبك تبقي توقعاتها لأسواق النفط دون تغيير

مقر أوبك في فيينا

مقر أوبك في فيينا

أشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الخميس إلى مخاطر تراجع الطلب على النفط في الصيف، ويرجع ذلك جزئيا إلى التخفيضات المفاجئة للإنتاج المستهدف التي أعلنها منتجو أوبك+ في الثاني من أبريل، على الرغم من أن المنظمة أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2023.

وقالت “أوبك” في تقريرها الشهري، المنشور الخميس، “لا يزال تقدير نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2023، دون تغيير عن تقدير الشهر الماضي عند 2.3 مليون برميل يوميا  أو 2.3 بالمئة“.

ومن المتوقّع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 101.9 مليون برميل يومياً عام 2023، وهو مستوى قياسي مرتفع رغم الآفاق الاقتصادية غير المؤكّدة، وفق منظمة “أوبك” التي تراجع توقعاتها لإمدادات النفط والطلب كل شهر.

كما أوضحت أن الطلب الصيني على النفط سيرتفع بمقدار 760 ألف برميل يوميا في عام 2023 (من 710 آلاف برميل يوميا في توقعاتها السابقة.

وأبقت أوبك على توقعاتها للنمو الاقتصادي للدول الأعضاء فيها في عام 2023 عند 2.6 بالمئة وأشارت إلى مخاطر تراجع محتملة. ومع ذلك، قالت إن تداعيات أزمات البنوك الأميركية في مارس لم يكن لها سوى تأثير اقتصادي محدود.

وأشارت “أوبك” إلى أنّ “زخم النمو للنصف الثاني من عام 2022 يُنتظر أن يستمر في النصف الأول من عام 2023″، وتقدّر المنظمة أن “يستمر الاقتصاد العالمي في مواجهة تحديات مثل التضخم المرتفع ونسب الفائدة العالية، خاصة في منطقة اليورو والولايات المتحدة، ومستويات مديونية مرتفعة في العديد من المناطق”.

وبلغ متوسط إجمالي الطلب العالمي على النفط 99.6 مليون برميل يوميًا عام 2022، وفقًا لأحدث تقارير “أوبك”، دون تغيير تقريبًا عن تقريرها الأخير الصادر في منتصف مارس.

وعدّلت “أوبك” توقعات الطلب على النفط من الدول خارج منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بزيادة طفيفة، إذ توقّعت أن يرتفع بمقدار 2,2 مليون برميل يوميًا عام 2023 (مقابل +2,1 مليون برميل يوميًا في مارس)، مدفوعا بشكل رئيسي من الصين والهند.

وعزت أوبك هذا التعديل الطفيف إلى “التحسّن الأفضل من المتوقع في النشاط الاقتصادي في الصين بعد التخلّي عن سياسة صفر كوفيد، فضلا عن التحسن الإضافي المتوقع في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية والدول الأوروبية الأخرى” غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

بالمقابل، تم تخفيض توقعات الطلب من دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وصار يُتوقع أن يرتفع بمقدار 0,1 مليون برميل يوميا (مقارنة بتوقع زيادة قدرها 0,2 مليون في اليوم في مارس) في المتوسط مقارنة بالعام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار خصوصا “انخفاضا متوقعا في النشاط الاقتصادي” في دول الأميركيتين وأوروبا الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

كما حافظت أوبك على توقعاتها لنمو المعروض من خارج أوبك في 2023 عند نحو 1.4 مليون برميل يوميا دون أي تغيير عن الشهر الماضي.

وكانت عدة دول مصدرة للنفط ضمن تحالف أوبك+، بما في ذلك السعودية والإمارات، قد أعلنوا يوم الأحد 2 أبريل، عن خفض طوعي لإنتاج النفط، بواقع 1.657 مليون برميل يومياً، اعتبارا من مايو المقبل وحتى نهاية 2023، في خطوة تهدف إلى “تحقيق التوزان في سوق النفط”، وبلغت حصة السعودية وروسيا من الخفض الطوعي 500 ألف برميل يومياً لكل منهما.

ولم تقدم أوبك+ معلومات تذكر عن أسباب التخفيض المفاجئ، وقالت في بيان إنه “إجراء احترازي” لدعم استقرار السوق. 

لكن منظمة أوبك قالت في مناقشة حول توقعات السوق في الصيف، والتي نُشرت في تقريرها الشهري عن النفط الخميس، إن مخزونات النفط تبدو أكثر وفرة وإن النمو العالمي يواجه عددا من التحديات.

وقالت أوبك “المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزايدت في الأشهر الأخيرة، كما أن أرصدة المنتجات صارت أقل شحا مما كانت عليه في الوقت نفسه قبل عام”.

وأشارت المنظمة إلى أن الزيادة المعتادة في الطلب الموسمي في الولايات المتحدة قد تتأثر بأي ضعف اقتصادي بسبب رفع أسعار الفائدة، وإن رفع قيود كوفيد في الصين لم يوقف بعد تراجعا في استهلاك المصافي من النفط الخام على الصعيد العالمي.

وأضافت أوبك “تجدر الإشارة إلى أن التحديات المحتملة أمام التنمية الاقتصادية العالمية تشمل ارتفاع التضخم والتشديد النقدي واستقرار الأسواق المالية وارتفاع مستويات الديون السيادية وديون الشركات والديون الخاصة”.

تراجع الإنتاج

أظهر التقرير أيضا تراجع إنتاج أوبك من النفط في مارس، مما يعكس أثر التخفيضات السابقة في الإنتاج التي تعهدت بها أوبك+ لدعم السوق، بالإضافة إلى بعض الانقطاعات المفاجئة.

وفي نوفمبر، مع ضعف الأسعار، وافقت أوبك+ على تخفيض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا من إجمالي إنتاجها المستهدف، وهو أكبر تخفيض منذ الأيام الأولى للجائحة في 2020.

وتجعل التخفيضات الطوعية في الثاني من أبريل إجمالي تخفيض الإنتاج الذي تعهدت به أوبك+ عند 3.66 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 3.7 بالمئة من الطلب العالمي.

وذكرت أوبك أن إنتاجها في مارس هبط 86 ألف برميل يوميا ليصل إلى 28.80 مليون برميل يوميا.

وأبقى التقرير توقعاته لكمية النفط الخام التي تحتاج أوبك إلى إنتاجها في 2023 لجعل السوق مستقرة عند 29.3 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أنه سيكون ثمة عجز إن واصلت أوبك الإنتاج بمعدل مارس آذار أو أجرت تخفيضات أخرى في الإنتاج.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى